الأكاديمي على الخداوي : العلاقات الدولية تبنى على مصالح مشتركة وليس خطابات جوفاء

حوار التنبكتي
منذ ايام، يتسيد موضوع الاتفاق الاماراتي الاسرائيلي، مواقع التواصل الاجتماعي، المغربية و المغاربية،  بين رافض “مخونا ومتهما”، ومستحسنا ،معتبرا ان خطوة الامارات هي خطوة دوله لها سيادتها ومصالحها، وان الاتفاق هو من قبيل الواقعية السياسية، في الحوار التالي والحصري  مع احد الفعاليات الأكاديمية المغربية، الكاتب والشاعر على الخداوي، نستعرض منطلقات  كل طرف.
يعتبر الخداوي، بأن مجرد فتح النقاش حول الموضوع بهدوء وسماع الرأي والرأي الاخر، هو موضوع صحي وتقدم ملحوظ.
ويتأسف  الخداوي على كون دول المغارب ،والتي لها جاليات كبيرة في إسرائيل لم تنحو في اتجاه ما دعا له قادة مغاربيين كالملك الحسن الثاني والرئيس بورقيبة، العرب منذ عقود.
كما يحكي قصة زيارته الى اسرائيل ،ولقاءه بيهود مغاربيين، ظلوا يحنون لموطن أباءهم ولا زالوا متشبثين بالقرى التي ينحدرون منها.


نص الحوار:
*تعج مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب  هذه الأيام بنقاش حول العلاقة بإسرائيل، خاصة بعد توقيع اتفاقية سلام بين الامارات واسرائيل، كيف ترى هذا النقاش؟
** اعتقد انه النقاش صحي في حد ذاته إذا  كان مبني على العقل والمنطق. أما  إذا  تحكمت  فيه الخندقة و  الإيديولوجية او الطائفية او العاطفة فهو لا يأتي  بأية  قيمة مضافة للفكر. ويبدو لي أن العقل والمنطق أخذا مكانة مهمة بالمقارنة مع السنوات التي هيمنت فيها الخطابة الجوفاء والتحريض على العنف والكراهية .

*في ظل  صمت رسمي، اختار تيار معين التسابق لإصدار بيانات ” تخوين” و” تنديد” باسم المغاربة ، بخصوص اتفاقية السلام بين إسرائيل والامارات، كيف ترى هذه البيانات؟
** الصمت الرسمي في حد ذاته موقف إيجابي. أما  التيار المعروف  بتخوينه  لكل من يختلف معه في الرأي،  وادعائه تمثيل المغاربة، فهذا التيار ينطبق عليه ما قلته  في الجواب على السؤال الأول. أنه  يردد هذه الاسطوانة  مشروحة  تثير الملل ولم يستفد من التطور الحاصل في الفكر الإنساني والعلاقات الدولية، وقد تجاوز الرأي العام تحجره الفكري وتخندقه في أيديولوجيا ميتة ومتخلفة.

*رغم تسيد تيار مناهضة التطبيع ، اعلاميا في المغرب، إلا أن هناك تيار مغربي ينظر لموضوع العلاقات بين المغرب وغيره من البلدان من جهة وإسرائيل من جهة، برؤية تتسم بالواقعية السياسية  والعقلانية، ما هي تلك الرؤية؟
** العلاقات الدولية مند الأزل  مبنية على المصالح المشتركة، وقد طبقت  الإمارات هذا المنطق كدولة ذات سيادة، وكان من الأجدر ان يكون المغرب هو السباق  إلى  إقامة  علاقات رسمية مع إسرائيل  نظرا لوجود جالية مغربية في الدولة العبرية  تمثل أكثر من ثلث السكان، ومن المعلوم إن الجنسية المغربية لا تسقط ولو كانت عند الشخص جنسيات اخرى، لكن هيمنة الفكر القومي ثم الديني الإخواني لمدة طويلة حال دون الاحتكام إلى العقل وفوت  على المغرب  مصالح استراتيجية كبيرة.
*هناك وقائع تاريخية سجلت للملك الحسن الثاني والرئيس التونسي المؤسس بورقيبة ،تنتصر لهذه الرؤية الواقعية، برأيك ألم يساهم رفض جبهة الضد العربي اذ ذاك في الاضرار  بالحق الفلسطيني؟


**بورقيبة  والحسن  الثاني كان لهما حس وذكاء سياسي خارقين. لكن آنذاك  كان الفكر المهيمن هو الاديولوجيا القومية العربية الثورية الزائفة في شخص الديكتاتوريات …
وانطبق على حكمة  الرئيس بورقيبة والملك الحسن الثاني ما انطبق على جاليلي لما قال ان الارض هي التي تدور حول الشمس…
*نلاحظ دائما انزياح النقاش حول الموضوع ،من طابعه السياسي البحت الى ماهو ديني  وفتوى، إلا يعد ذلك نوعا من استغلال للدين لتبرير مواقف سياسية؟
**بعد انهيار القومية العربية ، ملأ الإسلام  السياسي  والتيار الإخواني الفراغ واستغل الدين  والانفتاح الديمقراطي لتحقيق مكاسب سياسية والوصول إلى السلطة  بطرق احتيالية  في كثير من الحالات…

*كنتم زرتم اسرائيل  كفعالية ثقافية، ولكم نظرة خاصة بالنسبة لتميز الروابط بين بعض مكونات دولة إسرائيل وبلدان المغارب، ما هو انطباعكم عن الزيارة ، وماذا يربط   بعض سكان اسرائيل بالدول المغاربية؟


** زرت إسرائيل  في إطار بعثة أكاديمية، واكتشفت حقائق كانت البربوغندا الاعلامية  تحجبها عنا، رأيت دولة ديمقراطية يتساوى فيها الجميع ،العرب لهم ممثليهم في الكنيست واللغة العربية لغة رسمية. رأيت  بنات  12 عاما يتجولن  في الثانية صباحا وحدهن دون خوف. لكن ما أثر في، هو بكاء بعض اليهود المغاربة امامي لحنينهم إلى مسقط رأسهم وإلى آباءهم واجدادهم المدفونين هنا وهناك في أرض المغرب…لم ينسو اي شيء…لا يزالون متعلقين بالمغرب وبملكه.
*هل يمكن التأسيس على هذه الروابط لبناء موقف مغاربي مغاير وكيف سيخدم ذلك الحق الفلسطيني؟

** لا بد من الاعتراف بأن الهولوكوست خلف خوفا رهيبا  لدى كل يهودي، وهذه المشكلة  لم ينتبه إليها  العرب، كنت دائما  وما زلت  أومن  لأن المغرب والشعب المغربي  بيهوده ومسلميه ومسيحييه هو المؤهل للعب دور الوساطة المحايدة بين الإسرائيليين والفلسطنيين، ما زلت أومن أنه  لو أتيحت الفرصة للطرفين “الإسرائيليين  والفلسطينيين “ان يتحاوروا  دون أطراف  خارجية تحرض هذا وذاك على العنف والكراهية، انهم سيتوصلون لاتفاق يضمن التعايش بسلام، والتعاون، وتخيل معي تعاون التكنولوجيا المتقدمة عالميا مع الاطر العليا الفلسطينية في كل التخصصات، الاقتصاد الإسرائيلي واليد العاملة الفلسطينية الخ…اتساءل دائما لماذا لا يمكن ان يعيش الطرفين في دولة فيدرالية ديمقراطية مواطنة…؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى