الخبير بنناصر ازداي: تقنيين زراعة الكيف سيكون له تاثير على استعماله كمخدر

يثير موضوع تقنين زراعة الكيف او القنب الهندي، العديد من ردود الفعل في المغرب، خاصة بعد ان تمت  برمجة مشروع قانون المتعلق بالاستعمالات المشروعة للقنب الهندي ضمن جدول أعمال المجلس الحكومي .
الكثير من رواد التواصل الاجتماعي يتساءلون حول ما جد بين الأمس واليوم وبعد ان ذكر بلاغ لرئاسة الحكومة أن المجلس تدارس اليوم، مشروع قانون يتعلق بالاستعمالات المشروعة للقنب الهندي، و كان نفس الحزب الاخواني الذي يحكم اليوم، قد اعتبر في ما مضى انطلاقا من مرجعية دينية ،ان السماح بزراعة الكيف، يعتبر تشريعا للفساد.
قبل شهرين صوت المغرب خلال اجتماع لجنة المخدرات التابعة للأمم المتحدة ، الى جانب 27 دولة مقابل رفض 25 دولة ،لقرار يقبل بزراعة الكيف او القنب الهندي لاستخدامه في المجال الطبي.
وبناء على هذا التصويت، قررت لجنة المخدرات التابعة لهيئة الأمم المتحدة، حذف “الكيف” من الجدول الرابع الملحق بالاتفاقية الأممية للمخدرات لسنة 1961.
علما ان المغرب، ترك مجال زراعة واستعمال الكيف لأغراض طبية، مفتوحا بمقتضى المادة 3 من الظهير الصادر بتاريخ 24 أبريل 1954 ، والذي ينص على أن وزير الصحة يمكنه أن “يأذن، طبق لشروط محددة، بزراعة القنب الهندي وصناعته واستعماله، وكذا صناعة واستعمال مركباته ومنتوجاته وأيضا لغايات علمية وبحرية.

مناطق زراعة الكيف
يزرع الكيف  في ثلاث مناطق قبلية، والتي تكون قبائل صنهاجة، وهي قبيلة أيت سدات، وإيكوتامن، أي “كتامة”، والربع من قبيلة غمارة والتي هي “بني خالد” بمنطقة باب برد شمال المغرب.
*عبر التاريخ مرخص
ويقول عبد اللطيف أظبيب ممثل مزارعي هذه النبتة في العالم في حوار مع أسبوعية “الأيام” المغربية، ان سكان هذه المناطق هم الذين كانوا يزرعون الكيف منذ التاريخ القديم، ومرخص لهم بظهير، الحسن الأول، ولما استولى الإسبانيون على مناطق الشمال، رخصوا للناس بزراعة الكيف، بل إن فلاحي المناطق التاريخية كانوا يؤدون الضرائب، ومنها ضريبة تسمى “الترتيب” على الكيف الذي كانوا يبيعونه في الأسواق.
*فوائده
ويضيف ان الكيف او القنب الهندي ،كنبتة طبيعية لها فوائد عدة واستعمالاته قديمة، فهي كانت تعتبر إلى حدود الثورة الصناعية، “بترول الإنسانية”، والمعروف أن جميع البواخر التي كانت تجول محيطات العالم، في تلك الفترة من الزمن، لم تكن تتحرك بالبترول، حيث كانت تتحرك بالريح، وكانوا يحتاجون للقلاع الشراعية، وكلها كانت مصنوعة من القنب الهندي، وجميع أحبال السفن كانت هي الأخرى تصنع من هذا القنب الهندي الذي في أصله هو نبتة الكيف الطبيعية.
كما كانت تستعمل في بعض الأدوية  الطبية الشعبية وكذلك الصناعية، من خلال مزجها ببعض الزيوت كزيت الزيتون وأركان،  وذلك لعلاج بعض أمراض المعدة والجهاز الهضمي، وتستعمل لأمراض الجلد، ولصناعة الورق، ولحد الآن أحسن ورق هو المستخرج من نبتة القنب الهندي.

* خيار التقنيين
يعتبر منسق الائتلاف من أجل الاستعمال الطبي َوالصناعي للكيف، شكيب الخياري،ان ” خطوة  تقنيين الكيف جريئة، ليس فقط وطنيا بل حتى دوليا، حيث إن التقارير الدولية تؤكد على أن مستهلكي القنب الهندي وراتنجه (الشيرا) عبر العالم يستهلكون ما يناهز 40% من المنتوج المغربي وفي أوروبا ما يقارب  80%مما يستهلك فيها، فتقنين استعمال الكيف للأغراض الطبية والصناعية سيؤثر بشكل كبير على السوق الدولية للاتجار غير المشروع بالكيف وراتنجه، وسيمكن من تفعيل انخراط المغرب في المساهمة الدولية في التخفيف من الآلآم عبر استعمال الأدوية المستخلصة من النباتات التي تستخرج منها المخدرات تماشيا مع الاتفاقية الأممية للمخدرات لسنة 1961″.
ويضيف ان تصويت المغرب لصالح القرار الأممي الأخير حول الكيف ومشتقاته،  رجح الكفة لصالح القرار الأممي، ما يعني أن الحكومة كانت قد اقتنعت بوجود إمكانيات علاجية للكيف وبإمكانية توجيه استعماله في أغراض إيجابية، بمعنى أن قرار الحكومة بخصوص وضع مشروع قانون أمر طبيعي ونتيجة حتمية .
كانت وزارة الداخلية المغربية بدأت تشتغل على الموضوع  تقنيين الكيف منذ سنة 2008 حيث تم في إطار ذلك إنجاز تجارب أشرف عليها المختبر العلمي التابع للدرك الملكي المغربي والمعهد الوطني للبحث الزراعي سنة 2010 تمثلت في زراعة عينات من الكيف الموجه للصناعة غير الدوائية وذلك في أفق تقنين زراعة واستغلال هذا النوع من الكيف وفق ما جاء في تقرير التجارب.
في الحوار التالي مع  الخبير بن ناصر حمو ازداي، الأستاذ الجامعي
وباحث في مجال الكتلة الحيوية والطاقات المتجددة وتقنيات المياه المالحة، يستعرض معنى التقنيين، وأنواع الكيف واستعمالاته ،نص الحوار:

*ماذا يعني تقنيين القنب الهندي؟
** تقنين القنب  الهندي، يعني إعداد تشريعات قانونية معينة تسمح بزراعته وتنظيم عملية إنتاجه واستخدامه ، ويمكن ايضا ان يتم وفق هذه التشريعات اختيار أنواع معينة من القنب  الهندي او الكيف والتحكم في زراعتها وتسويقه ومراقبة استخدامه للأغراض العلاجية والتجميلية والصناعية، وغيرها من المجالات.
*هل هناك مميزات خاصة للقنب الهندي المغربي ،عن غيره من الأعشاب المخدرة؟
في هذا المجال علميا هناك العديد من التفاصيل  ذات الصلة بالبيئة ،منها ان   القنب الهندي المغربي الغير هجين ، والذي يطلق عليه “البلدية” ، على عكس الهجينة المستوردة ، له خصائص مهدئة من حيث جزئية تيدراهيدروكانابينول وأليافه أكثر اتساقًا، ومختلف الصفات المهدئة تجعل الحشيش المغربي مخدرا منافسا في  المستوى العالمي.
كما ان الحشيش المغربي او الكيف هو نبات مغربي  أصيل بطبيعته ، فهو جزء من نظام بيئي للكتلة الصخرية الشمالية،، و نبات له خصائص مهدئة وألياف قوية قوتها في رباعي هيدروكانابينول ، تجعل منه مخدرًا بمحتوى خاص جدًا.
يجب أن أوكد أيضًا أن الحشيش المغربي الحقيقي يتوافق مع النظام البيئي للمنطقة المذكورة ، ولكن للأسف ، فإن النباتات الهجينة المستوردة على الرغم من معدل إنتاجها المرتفع للغاية ، فهي لا تتمتع بنفس الخصائص المتسقة للغاية مع المجال البيئة المحلية.

• ماذا يعني “الاستعمالات المشروعة للقنب الهندي”؟
**أي استخدامه واستهلاكه لعلاج الأمراض وأيضًا في المجال الصناعي كصناعة الادوية، وايضا الاستخدامات الأخرى الممكنة ، من قبيل المنسوجات الصناعية ومستحضرات التجميل والآفاق الأخرى التي سيكشف عنها البحث العلمي.
*ما هي أهم تلك الاستعمالات وما هو دورها وفوائدها؟
** تكمن الاستخدامات المثيرة للاهتمام للقنب في تأثيره على أمراض معينة مثل التصلب المتعدد و معالجة امراض السرطان او تهدئتها.
كما يستخدم هذا النبات بشكل رئيسي في مجال المسكنات
لكن بما أن زراعته  تعتبر  من المحرمات او في إطار الممنوع ، لا توجد ابحاث علمية  كافية  حتى الآن حولها توضح الفوائد التي تُعرف بالعلاجية أو الصناعية.
لكن خاصة في الجانب الصناعي ، تمكن العلماء من التوصل بتقنيات بسيطة لتكسير ألياف الكيف او القنب الهندي الكبيرة لاستعمالها في صناعة أقمشة تنافس الأقمشة الاصطناعية والقطن، وهي تقنيات تحافظ على المياه.
وفي هذا الاطار ،أرى ان تعزيز خصائصه  واستعمالاته المختلفة في مجال الصناعات الدوائية والعلاجية  وايضا الصناعية وغيرها ، سيقلل بالتأكيد من أهميته كمسكن ،كما سيقلل من استهلاكه كمخدر ، والاتجار به .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى