الدكتور محمد زين الدين: كلفة اللا مغرب عربي باهطة والمغرب نجح في جمع اطراف النزاع الليبي

انتهى منذ ايام الحوار الليبي الليبي بالمغرب، ورغم الإشادة الدولية والسورية بخطوة الحوار، يبقى التساؤل مطروح حول مخرجات هذا اللقاء، الذي نظم لأول مباشرة بين طرفين من مجلس الدولة ومجلس النواب، ما مدى تأثير هذا الحوار على الوضع داخل ليبيا، وهل سيتواصل نهاية هذا الشهر بصورة ورؤية اخرى  تؤهله لتأسيس مصالحة شاملة في ليبيا؟
يعتقد الدكتور محمد زين الدين، استاذ القانون الدستوري بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، ان المغرب نجح في جمع الاطراف الليبية تحت طاولة واحدة، بدعم من الامم المتحدة ،وأثبتت الدبلوماسية المغربية انها قريبة من كل الاطراف الليبية.
*الحياد المغربي
ويؤكد زين الدين في حوار خاص مع بوابة افريقيا، أن حرص المغرب على بذل كل جهوده من أجل المصالحة في ليبيا، جعله قريب من الملف ومن كلا الطرفين، ومقبولا لديهما، كما ان المغرب لم يفرض خطة معينة للحوار ولم يلعب دور الحكم، ولا إطارا مرجعيا  للمفاوضات، بل وقف على مسافة من كلا الطرفين.
لكنه مقتنع بأن غياب الحوار بين الليبيين واستمرار الجمود ،يعمق الأزمة في ليبيا.
* أزمات ليبيا
ويرى الأكاديمي المغربي، بأن عكس ما يعتقد الكثيرون، ليبيا لا تعيش فقط ازمة سياسية، بل ايضا، عسكرية، وما له علاقة بالأمن حيث تسيطر مليشيات على  عدد من المرافق، إضافة إلى انتشار الأسلحة والجماعات، وحظر السلاح، وهي مخاطر تهدد كافة الدول المغاربية والمحيط الليبي.
ولا يجب نسيان ، تأزم الوضع الاجتماعي بسبب الوضع الاقتصادي ، بعد توقف تصدير البترول، والذي أدى” حسب  الدكتور زين الدين ” الى خسارة  ليبيا لما يقارب 10مليارات دولار
كما ان تدخل اطراف متعددة في ليبيا، لا تضع مصلحة الشعب الليبي في أولوية اهتمامها، يؤزم  الوضع اكثر.
*الموقف المغاربي
يوضح الدكتور زين الدين، بأن ليبيا تمثل عمقا استراتيجيا وأمنيا لاتحاد المغرب العربي، وبالتالي فإن  ليبيا  الموحدة والمستقرة، هي عنصر استقرار وامن ورخاء للتكتل المغاربي، وهذا يتطلب من هذا الكيان العمل من اجل الوصول الى هذا الهدف.
وعلى العكس من ذلك استمرار اللأمن  واللاستقرار  واللا وحدة  في ليبيا، يشكل خطرا على أمن واستقرار المغربي العربي.
*كلفة غياب الاتحاد المغاربي
هناك قناعة، يقول الأستاذ الجامعي، لدى المغاربة والمحللين والخبراء ، بأن كلفة غياب الوحدة المغاربية باهظة على كافة المستويات،  الاقتصادية والامنية والسياسية والدولية والاجتماعية.
ويضيف ان التشرذم  المغاربي، يشكل خطرا ويؤزم  الاوضاع في كافة الدول المغاربية، ويضيع عليها فرص كبيرة للنهوض والنمو، وأشار في هذا الاطار إلى أن العاهل  المغربي محمد السادس، كان مدركا قبل تولي الحكم هذا المعطى الاستراتيجي، إذ كانت اطروحته  لنيل الدكتورا حول الوحدة المغاربية.
*لا خيار سوى الوحدة
واعتبر الدكتور زين الدين، بأنه لا خيار امام الدول المغاربية، سوى الوحدة، لمواجهة مخاطر متعددة تتربص بها، من قبيل الارهاب ،مشيرا إلى اكتشاف خلايا إرهابية بالتزامن في كل من المغرب وليبيا وتونس خلال الأسبوع الأخير.
وليس مخاطر الارهاب ما يهدد المغارب، بل ايضا يقول، الجريمة المنظمة العابرة للحدود والهجرة السرية، وخطر التفكك الى كيانات صغيرة .
ويرى بأنه رغم الخطة الاستباقية  والمتعددة الأبعاد التي انتهجها المغرب، لتطويق الخلايا الارهابية، يظل التعاون بين دول الاتحاد ضروريا واساسيا واستراتيجية للحد من مخاطر الارهاب والجريمة المنظمة، خاصة وأن الحدود المشتركة طويلة ويصعب مراقبتها بدون تعاون.
• *التركيز على القواسم المشتركة
ويذكر  الخبير القانوني، بأن كافة التكتلات الإقليمية والقارية، تعيش خلافات فيما بينها، لكنها تراهن على المشترك، وعلى التحديات المتعددة التي تواجهها، وتترك الخلافات جانبا.
اذ ان هناك قناعة بعدم امكانية المراهنة على الدولة الوطنية وحدها لحماية الحدود والحد من المخاطر المتعددة.
ولهذا يرى ،إن الدول المغاربية مدعوة للتركيز على مصالحها وقواسمها المشتركة، من اجل التكامل فيما بينها، وترك الخلافات والصراعات الزعماتية  والحنين للحرب البادرة جانبا.
*الحل المغاربي لأزمة ليبيا
يشير زين الدين ،الى ان غياب تصور مغاربي موحد لحل أزمة الليبية، كان احد اسباب التدخلات الاجنبية، إذ لوكان هناك رؤية مغاربية متوافق حولها لحلحلة الوضع الليبي، لما كان هناك حاجة الى الامم المتحدة والأطراف اخرى لها أهداف لا تخدم الشعب الليبي.
* المستقبل
بالنسبة لرؤيته الآفاق حل الأزمة الليبية، يوضح  بأن حوار بوزنيقة في المغرب، لم يكن مفاوضات لتقاسم السيطرة على مناصب مؤسسات  الدولة، كما تم الترويج لذلك، بل حوارا من أجل إخراج الوضع من الجمود، وبدأ اللقاءات وتثبيت وقف اطلاق النار والقناعة بأن أسس الحل ليس عسكرية بل سياسية بالدرجة الأولى.
وأن لقاء بوزنيقة لم يكن هدفه الفصل في عدد من القضايا، بل التأسيس لحوار نحو مصالحة كاملة وشاملة.
تلك المصالحة التي يرى الدكتور زين الدين ، انها يجب ان تستند إلى عدة معطيات على أرض الواقع الليبي، منها ان الشعب الليبي له خصوصياته التي لا يمكن تجاوزها، فهو مجتمع قبلي وأعيان القبائل لهم تأثير كبير جدا لا يمكن اغفاله، كما ان هناك اطراف اخرى مؤثرة في ليبيا كأنصار النظام السابق وغيرهم.
إضافة إلى ضرورة فهم  المقولة التي تؤكد بأن ” الديمقراطية ليست توافقات مطلقة” اذ لا بد من تقديم تنازلات من كل الاطراف.
ويخلص الى القول بأن  الحل السياسي الناجع،  يتطلب توافق مختلف القوى المؤثرة في ليبيا دون إغفال اي طرف، وتقديم تنازلات، والوصول إلى وضع يمكن من اجراء انتخابات تفرز قيادات  تعكس خيارات الشعب الليبي ومصالحه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى