السفير الليبي رمضان البحباح: التدخل التركي في ليبيا مشروع استعماري

قال الدبلوماسي الليبي السفير/ رمضان البحباح، إن التدخل التركي في ليبيا هو تنفيذ للمشروع الاستعماري في ليبيا وزيادة العبث بمقدراتها، ومن الواضح أن هذا الدور يلقى قبولا وترحيبا لدى بعض الدول التي تتدخل في الملف الليبي بشكل غير معلن، فهي من تعرقل أي حل لصالح الشعب الليبي بغية تدوير الأزمة التي تصب لصالحها.

وأوضح السفير الليبي في حواره مع “مصر العربية” أن الدور المصري في ليبيا، بالتأكيد هو دور إيجابي وكان واضحا وحاسما سواء من خلال تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكذلك من خلال قرار البرلمان المصري بدعم أشقائه في ليبيا، الأمر الذي حد من التدخل الأجنبي في بلادنا.

وتابع: وجود منطقة وسط ليبيا “منزوعة السلاح” هي في الواقع إفساح المجال للتدخل الأجنبي ومحاولة لحماية الحكومة الديكورية المفترضة لحكم ليبيا وعدم المساس بها من أي ردة فعل شعبية، لتتمكن من تنفيذ كافة الأوامر والتعليمات التي تطلب منها.

السفير الليبي رمضان البحباح

وإلى نص الحوار..

بداية.. حدثنا عن حقيقة الدور التركي في ليبيا؟

الدور التركي في ليبيا هو تنفيذ المشروع الاستعماري في ليبيا وزيادة العبث بمقدراتها، ومن الواضح أن هذا الدور يلقى قبولا وترحيبا لدى بعض الدول التي تتدخل في الملف الليبي بشكل غير معلن فهي من تعرقل أي حل لصالح الشعب الليبي بغية تدوير الأزمة التي تصب لصالحها، من هنا أصبح هذا الدور يعبث بشكل مستهجن بخاصة في جلب الإرهابيين بعشرات الآلاف نحو ليبيا لتتحول إلى قاعدة تهديد متقدمة ليس لليبيا فحسب بل لدول المنطقة بأسرها مما يساعد على تنفيذ المشروع الصهيوني بتقسيم الوطن العربي إلى كنتونات ومربعات ضعيفة ينصب عليها عملاء وخونة لشعوبهم لخدمة أطماع تلك الدول.

وكيف تقيم الدور المصري في الأزمة الليبية؟

الدور المصري بالتأكيد هو دور إيجابي وكان واضحا وحاسما سواء من خلال فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي أو من خلال قرار البرلمان المصري بدعم أشقائه في ليبيا، الأمر الذي يحد من التدخل الأجنبي في هذا البلد العربي، بيد أن هذا الدور قد تم الالتفاف عليه في لقاء رئيس البرلمان عقيلة صالح بالسفير الأمريكي في القاهرة وإذا صحت هذه التسريبات فإن المبادرة المصرية قد ذهبت إلى العدم ونجح المشروع الغربي الصهيوني في ليبيا وهو تنصيب حكومة تخدم مصالحهم وتؤدي إلى العبث بمقدرات وثروات الشعب الليبي..

إن جعل منطقة وسط ليبيا منطقة منزوعة السلاح هي في الواقع إفساح المجال لهذا التدخل ومحاولة لحماية الحكومة الديكورية المفترضة لحكم ليبيا وعدم المساس بها من أي ردة فعل شعبي لتتمكن من تنفيذ كافة الأوامر والتعليمات التي تطلب منها.

على ضوء التحركات الأخيرة.. هل تتوقع مواجهة بين الجيشين المصري والتركي في سرت؟

المواجهة بين الجيشين المصري والتركي، أعتقد أنها مستبعدة جدا إذا ما تم تنفيذ الخطة الأمريكية، ذلك لأن القوات المسلحة المصرية لم تتدخل حتى الآن إلا إذا رفض الجيش الليبي الخطة الأمريكية، وأعلن عزمه على البقاء في سرت والجفرة تنفيذا للمبادرة المصرية وهذا باعتقادي أمر يحتاج إلى قرار شجاع مدعوم بتأييد دولي لاسيما روسيا وفرنسا، أما إذا قبلت هاتين الدولتين بالخطة الأمريكية وتمت التفاهمات حولها فأعتقد أن مصر ستستبعد تماما وسيتم منح بعض الامتيازات لحفظ ماء الوجه وفق ما تقتضيه قواعد اللعبة في العلاقات الدولية.

وبرأيك لماذا يصر الأتراك على الوجود في ليبيا؟

الإصرار التركي في ليبيا نابع من أهداف استعمارية محضة والحصول على عدة امتيازات وقد تم تدشينها سواء بالاتفاقيات الأمنية أو الاقتصادية المشتركة مع حكومة السراج ، ولم تخف تركيا أطماعها فأرجعتها إلى أسباب تاريخية واجتماعية صرح بها ساستها في عديد المناسبات وأمعنوا بشكل غير مقبول في تلك التبريرات وارجعوا أن ليبيا هي ملك لأجدادهم العثمانيين، وأنهم لن يخرجوا من ليبيا أبدا ، هذا إعلان استعماري محض وللأسف لم يتم الرد عليه سواء من قبل النظام الرسمي العربي والجامعة العربية وكذلك الأمم المتحدة وكأن هذا المنطق الاستعماري مقبول عندما يفرض كأمر واقع بغض النظر عن مخالفته الصريحة للقوانين والأعراف والمواثيق الدولية.

وهل تعمل تركيا بمفرها في ليبيا أم أن دول غربية تدعمها؟

الحالة الليبية هي حالة تدخل خارجي منذ 2011 بحرب فرضتها الأمم المتحدة ونفذها حلف شمال الأطلسي (الناتو) أفضى إلى تدمير الدولة وإسقاط نظامها ونهب ثرواتها وتنصيب حكومات عميلة وفرضها على الشعب الليبي وكذلك فرض الاعتراف بها على حكومات العالم في مخالفة صريحة لميثاق الأمم المتحدة، من هنا أصبحت الدولة الليبية تدار كدولة محتلة فاقدة للسيادة وتدخل فيها الجميع كل حسب مبرراته، فالتدخل التركي هو تدخل متفق عليه وأتى تلبية لتنفيذ مشاريع بعض الدول مستغلا تضارب المصالح بينها واستطاع الأتراك نتيجة حالة الاستقطاب الدولي من فرض بعض أطماعهم طالما لا تؤثر في مصالح تلك الدول، لكن أي تفاهم بين الدول الكبرى سيؤدي حتما إلى إقصاء الدور التركي أو الحد منه في إطار الرعونة التي تمارسها تركيا طيلة فترات تاريخها السياسي.

ما توقعاتك للتصعيد الأخير بين تركيا واليونان في البحر المتوسط وهل يصل لمواجهة عسكرية؟

التصعيد التركي اليوناني ليس حديثا وإنما تصعيد قديم له أسبابه ومبرراته الدينية والايديولوجية، لكن لا يمكن أن يصل إلى الصدام المباشر فكلا الدولتين هما أعضاء في حلف شمال الأطلسي ولا يمكن أن يسمح الحلف أي تصعيد بين أعضائه، وحتى إن حدث فستقف الدول الأوربية لصالح اليونان، لهذا لن تتجرأ تركيا على أي مواجهة عسكرية مع اليونان مهما كانت حدة الخلاف بينها وبالتالي فإن أي اتفاقية خاصة في منطقة البحر المتوسط لن يكتب لها النجاح إلا بتوافق دولي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى