العالم الجليل السيد الأنصاري يورى الثرى بمقبرة معلاة بمكة  ومحمد احماد يودعه بقصيدة مؤثرة

 

-سبق- الراصد: ودَّع فجر أمس الثلاثاء أبرز معلمي معهد الحرم المكي، العالم الجليل في المواريث الشيخ سيد محمد صادق الأنصاري، الذي تخرج على يده طلابه العلم الفضلاء، ومكث في معهد الحرم لمدة تزيد على 40 سنة ووافته المنية بعد معاناة مع المرض.

وأُديت الصلاة على الفقيد، فجر أمس الثلاثاء بالمسجد الحرام، وتقدم المعزين أئمة الحرم الشريف ومعلمو المعهد ومنسوبوه وطلابه السابقون واللاحقون في المعهد.

 

وقال ابنه صادق سيّد الأنصاري: “التحق الشيخ سيد محمد صادق الأنصاري بالجامعة الإسلامية بدار الحديث المدنية التابع للجامعة ودرس بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية حتى تخرجه عام ١٣٩٣هـ، وكان ممّن يثني ركبه عند العلماء الأجلاء أثناء دراسته بالجامعة، فكان من مشايخه: الشيخ عطية سالم رحمه الله، والشيخ محمد الأمين الجكني الشنقيطي، والشيخ عبدالقادر شيبة الحمد، والشيخ عمر فلاتة، والشيخ حمّاد الأنصاري والشيخ عبدالرؤوف اللبدي.

ثم تقدم بطلب العمل في رئاسة شؤون الحرمين، والتحق بسلك التدريس بمعهد الحرم المكي الشريف بناءً على موافقة صاحب السمو الملكي نائب رئيس مجلس الوزراء الموقر رقم ( ٣ / د / ٥٦٧٤ ) في ١٥ / ٣ / ١٣٩٧) هـ، وباشر عمله في ٢٣ / ٤ / ١٣٩٧)هـ، وهو يحمل شهادة الماجستير في الشريعة الإسلامية فرع الفقه والأصول، بتقدير جيد جدًا من فرع جامعة الملك عبدالعزيز بمكة المكرمة “أم القرى”، وكان خلال عمله في التدريس مشاركًا في الإفتاء في الحرم المكي الشريف حتى عام ١٤٢٨هـ، عندما أصيب بجلطات متكررة أقعدته في المنزل إلى ساعة وفاته يوم الاثنين ١٠ / ٣ / ١٤٣٧هـ، حيث وافته المنيّة، نسأل الله أن يسكنه فسيح جنّاته، إذ كان يعد مرجعًا في المواريث، وكان القضاة يستعينون به في بعض المسائل المعقدة في تقسيم المواريث، ومن إنتاجاته: كتاب عقد الوكالة في الفقه الإسلامي رسالة الماجستير، وتلخيص الفرائض في الجمع بين الرائد ودليله والرّحبية والذي يُدرّس في معهد الحرم المكي الشريف .

 

وقد تخرّج على يده عددٌ من طلبة العلم الفضلاء، كان من أبرزهم: الشيخ عمر بن محمد السبيل إمام الحرم رحمه الله، والشيخ محمد ريال السيلاني مدير إدارة المصاحف بشؤون الحرمين، والشيخ الدكتور علي السنوسي أحمد المحاضر بكلية الحرم المكي، والشيخ الدكتور عبدالله المطلق المستشار بالديوان الملكي، والشيخ عبدالهادي العميري المدرّس بمعهد الحرم المكي، والشيخ فوزي قاسم.

في نفس الاطار ودع الشاعر محمد احماد الا نصاري شيخنا ا لجليل بقصيدة مؤثرة بعنوان”قد كان أدرك من دنياه غايته”

بقوا فيها:

فيم العزاء لنا والحزن يشجينا

والدمع ينسل كرها من مآقينا

وصورة الشيخ في الأذهان عالقة

تبكي مجالسنا تنعي تلاقينا

وقدوة لم تزل للجيل ماثلة

تزجي لنا عزمات في بواقينا

تروي لنا سيرة بالبذل شاهدة

تحوي جوانبها نهج المربينا

قد كان أدرك من دنياه غايته

ولم يكن غره ما كاد يغرينا

بلى العزاء لنا علم تحمله

عنه تلامذة يغشى نوادينا

علم أقام به جسراً إلى عمل

يهديه حاضرنا غضا لقاصينا

وصونه قومنا عما يضر بنا

وعن تكلف شأن ليس يعنينا

وبذله النصح في سر وفي علن

مذ كان أبصر ضعفاً قد بدا فينا

حتى قضى عمره علماً وتربية

هذا ورحمة ربي ما يسلينا

يوم الثلاثاء

11 ربيع الأول 1437

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى