المسخ السياسي وحاجتنا إلى نظرية النشوء والإرتقاء الداروينية.

اذا كان المسخ الخلقي (بكسر الخاء ) نوع من أنواع العقاب الذي سلطه الله تعالى علىالأقوام الغابرة عندما تجبروا وحادوا عن الطريق المستقيم وانغمسوا في جمع الثروات و أكل الشهوات , فإن زماننا هذا عرف مسخا هو الآخر يمكن ان نسميه بزمن المسخ السياسي على اعتبار ان فساد هذا الأخير وإصابته بعفونة على مستوى الفكر والممارسة هو مسخ خلقي بوجه آخر , مسخ أصاب ساستنا فظهر على أجسادهم وبطونهم المنتفخة الجذام جعل الغالبية العظمى من الأصحاء يفرون منهم ومن الاقتراب اليهم بل وأغلقوا أذانهم واستغشوا ثيابهم حتى لا تنفذ خطاباتهم الجوفاء الى عقولهم فيصيبهم ما أصابهم , وبنوا حاجزا وجدارا سميكا من الخرسانة حتى لا يصابوا بتشوهاتهم الخلقية والخلقية على حد سواء .
فكيف لا نطلق المسخ السياسي على واقعنا السياسوي وقد تم تمييع الممارسة السياسية قولا ولغة عبر استنزاف كل مسميات المعجم الحيواني و التراشق بها ؟؟
كيف لا نطلق هذا التوصيف على ساستنا وقد رهنوا مستقبل البلاد والعباد لحسابات ضيقة و تعنتات ونرجسيات عنترية أخفوها تارة وإكتشفت تارة أخرى ؟؟
كيف لا وهم يرون الأخطار المحذقة تتربص بالمغرب من كل جبهة, وعدوا لا ينام مقابل رقودهم رقود أهل الكهف, حتى إذا حل القدر بالبلاد استفاقوا وطلوا علينا من كهوفهم وأطلقوا العنان لألسنتهم واغرقونا بخطاباتهم المملوءة بسين الاستقبال ؟؟
كيف لا قد ابتعدوا عن معانقة هموم الشعب, شعب بملكه يسير جنوبا و هم يسيرون شمالا تارة و غربا وشرقا بل ودورانا في مكانهم كالمغشى عليه من الموت؟؟
إننا لا نبالغ يا ساسة إن قلنا أن زمانكم هذا, زمن المسخ السياسي الذي نتمنى أن تصيبه نظرية النشوء والإرتقاء الداروينية حتى يرتقي الى مخلوق سوي في الفكر والممارسة السياسية .
الجيلالي بخضر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى