المشكلة ليست في مرض الرئيس بل في نظام مريض

صحة الرئيس، هي الشغل الشاغل للجزائرين، الرئيس لم يمارس منذ ما يقارب الشهرين اي نشاط رئاسي، اي انه لم يظهر للوجود،اكتفى باصدار الأوامر من وراء ستار، الازمة تستفحل،على المستوى الاقتصادي والاجتماعي وداخل دوائر السلطة المتناحرة، الجيش اعلن حالة طوارى على المنافذ الحدودية.
بعد اعلان تأجيل زيارة المستشارة الألمانية مريكل، للجزائر بمبرر قيل آنذاك بأنه يتعلق بإصابة الرئيس بوتفليقة بإنتفاخ بسيط في الشعب الهوائية، هاهي ذا القمة الثلاثية بين السيد الرئيس والرئيس التونسي السبسي والمصري السيسي ،حول الأزمة الليبية في الجزائر تلغى دون ابداء الاسباب. لكن الامر واضح للنخبة السياسية والاعلامية، الرئيس عاجز والحسم في انتقال السلطة في ظل صراع الدائرة المقربة من الرئيس لم يجد طريقه للحل بعد.
الاسلامي على بلحاج والمعارض بنفليس ورجال الصحافة،قالوها بأعلى صوتهم “الرئيس ميت سريريا، والنظام يكذب”، الوزير الاول الجزائري عبد المالك سلال يرد ” الرئيس يسلم عليكم” رد غامض يثبت اكثر مما ينفي عجز الرئيس.
خلف عجز الرئيس تبدو الوضعية داخل المعسكر الرئاسي ،غامضة اذ لا يمكن اعلان عجز الرئيس والانتقال الى الاجراءات الدستورية التي تستمر لستين يوما فقط، تجري بعدها انتخابات رئاسية، دون ايجاد صيغة لنقل السلطات الى شخصية متوافق حولها بين العسكر ورجال الاعمال النافذيين ومعسكر الرئيس بقيادة أخية سعيد بوتفليقة.
الصراع الذي بدأه الرئيس بوتفليقة بقص جناح الجنيرالات الذين كانوا يسيطرون على تعيين الرئيس وإقالته،لم ينتهي بعد فلكل جنيرال جيوبه داخل الدوائر المختلفة،من رجال الاعمال ورؤساء المؤسسات الوطنية الاقتصادية الى الاجهزة الاستخبارتية ،وصولا الى اطراف خارجية الفرنسية منها والامريكية والاقليمية وجماعات تخريب والتهريب، مما يعني أن قطع رأس الثعبان غير كاف لإنهاء خطره……
وهذا تلخصه مقولة أحد المفكريين الجزائرين ” المشكلة ليست في مرض الرئيس بل في النظام المريض”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى