المغرب وبريطانيا : من الناصر إلى محمد السادس عراقة العلاقة

V632
LP3D
30/10/80
Royal Tour Of North Morocco
Queen and King Hassain of Morocco at dinner on Royal Yacht Britannia.
يمتد تاريخ العلاقات المغربية البريطانية، البلدان العريقان، لما يقرب من ثمانية قرون، عندما أرسل جون ملك إنجلترا أول بعثة دبلوماسية للمغرب، سنة 1213م، لإجراء اتصالات مع محمد الناصر، السلطان الرابع في الدولة الموحدية، كانت تلك اول مهمة الديبلوماسية ونقطة انطلاق العلاقات والتي تميزت بعدة احداث بارزة، وجمعت هذه العلاقات بين العائلات المالكة في كل من المملكة المتحدة والمملكة المغربية واللتين تتميزان بتقاليد ملكية مشتركة .
عراقة مع تقدير الاختلافات
وجسد الاحتفاء السنة الماضية 2021 بمرور 300 عام على توقيع أول معاهدة سلام وتجارة بين المملكتين على عهد السلطان مولاي اسماعيل، مناسبة لتعميق العلاقة والدعوة لتعزيزها بشكل أكبر ، حيث اكدت سفيرة المغرب ببريطانيا للاجمانة العلوي ،خلال اليوم الدراسي المنظم حول “ثمانمئة سنة من العلاقات المغربية البريطانية” بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية : “تفرد العلاقة التي تجمع المغرب ببريطانيا” مشيرة إلى “نلحظ العديد من أوجه التشابه بين ثقافتينا، خاصة تشبثنا بالتقاليد والحداثة وانفتاحنا على العالم الخارجي وتسامحنا وهوياتنا الثقافية المتعددة”.
وكشف السفيرة المغربية “ابنة عمت العاهل المغربي “، أن تلك العلاقة تنطلق من ” تقدير لاختلافاتنا تلك الاختلافات التي لم تشكل قط عامل تفرقة وإنما مصدر إلهام وإبداع وخاصة بالنسبة لفنانينا ومفكرينا”. مذكرة بـ”التقدير المتبادل الذي يغذي العلاقات القائمة بين البلدين منذ قرون” فالمغرب “المغرب، بحسب السفيرة :”شعر على الدوام بجاذبية خاصة تجاه بريطانيا وإرادة في بناء علاقات وثيقة مع أصدقائنا البريطانيين”.
السفير المملكة المتحدة بالرباط كلايف ألدرتون ، اقر خلال نفس المناسبة، بأنه من الصعب استيعاب أهمية هذا الزخم من التاريخ الذي يمتد من القرن الثالث عشر إلى القرن الواحد والعشرين مقترحا المزيد من الحرص على استحضار عراقة هذه العلاقة التاريخية ، موضحا أن “وضعية البلدين باعتبارهما ملكيتين من أقدم الملكيات في العالم وليدة هذه العلاقات المتميزة” ، ودعا الى “الترابط وإلى فهم كل واحد منا للآخر”.

فقد المغرب صديقة
في برقية التعزية التي وجهها العاهل المغرب، الملك محمد السادس، للملك تشاريز الثالث، أشار الملك الى لتميز الملك الراحلة اليزيبث وإلى عراقة العلاقة بين المملكتين، قائلا : ” وإنني لأستحضر، في هذا الظرف العصيب، وبكل إجلال ، مناقب الراحلة الكبيرة، التـي ظـلـت رمزا لعظمـة المملكة المتحدة، وكرست حياتهـا لخدمـة بـلـدها، حيث ارتقـت المملكة المتحدة في عهدها الزاهر إلى مراقي التقدم والرخاء، وتبوأت مكانة وازنة سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي “.
وختم برقيته بكون ” المملكة المغربية فقدت برحيلها، صديقة عظيمة ومتميزة ظلت تكن لها كامل التقدير، خاصة وأن الفقيـدة الكبيرة كانـت شـديدة الحرص على تمتين روابـط الصـداقة التاريخية القائمة بين مملكتينا العريقتين “.
” المشوي مع اتاي”
تميزت العلاقات بين العائلتين الملكتين في المغرب، بتقدير واحترام وتقدير كبير من الجانبين، كما تميزت بعدد من المواقف التي دونتها وسائل الاعلام في البلدين وأصبحت جزء من تاريخ العائلتين، منها خطوبة ابنت احد ملوك بريطانيا لابن احد ملوك المغرب، ولكن في العصر الحديث، تحضر بالأساس الزيارة الأولى للملك الراحلة اليزبيث الثانية للمغرب، سنة 1980، وكان في استقبالها الملك الراحل الحسن الثانية ، الزيارة التي تروي المصادر البريطانية أنها “كانت زيارة دولة فريدة من نوعها، حيث لم يتم تنظيم أى شيء حسب ترتيبه”.

ولعل من اهم ما كتب عنها غضب الملكة حينما تركها الملك الراحل الحسن الثاني وحدها جالسة تحت أشعة الشمس في فترة الظهر، دون أن يستقبلها ملك المغرب كما كان الأمر معد له، ورغم ذلك كانت إليزابيث الثانية، بحسب المصادر، تهتم بشأن الملك الحسن، والذي جعلها تأكل اللحم بأيديها دون استخدام الشوكة والسكين ، على أساس أن تلك من مظاهر وعادات الكرم في المغرب ” المشوي مع اتاي” في نهاية الزيارة التي استمرت لايام كتبت الملكة، رسالة شكر الى الملك الحسن الثاني .
وبعد سنوات، رد الملك الحسن الثاني بزيارة لبريطانيا ، حيث انتظرت الملكة بمحطة القطار، وجاء الملك الحسن بجلابته، وأركبته جنباً إلى جنب على متن عربة ملكية وسار مع الملكة وسط شوارع العاصمة البريطانية، كما استقبلته في حفلة عشاء كبيرة، في أكبر القصور البريطانية واستمر مقامه هناك من 14 إلى 17 يوليوز من سنة 1987.


تشاريز في المغرب
في سنة 2011 قام ” الأمير أنذاك ” الملك تشاريز الثالث ، بزيارة للمغرب ، واستقبل من طرف الملك محمد السادس ، بالقصر الملكي دار السلام بالرباط ، حيث اقام العاهل المغربي ، مرفوقا بشقيقه وشقيقاته ومأدبة عشاء خاصة على شرف الأمير تشارلز أمير ويلز وولي عهد المملكة المتحدة وعقيلته دوقة كورنوال ،كما أجرى الملك محمد السادس مباحثات رسمية مع الأمير تشارلز ،بحضور ، أليستير بيرت وزير الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والكومنولث مكلف بالشرق الأوسط وإفريقيا الشمالية وتيم موريس سفير المملكة المتحدة بالمغرب وكليف ألديرتون رئيس ديوان سمو الأمير تشارلز، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون والشريفة للا جمالة العلوي سفيرة المملكة المغربية بلندن.

احتفاء ملكي بالامير هارى وميجان ماركل

كما شكل الاستقبال الذي خص به العاهل المغربي، للزوجين الملكيين البريطانيين هارى، وميجان ماركل ، خلال زيارتهما الرسمية للمملكة، حدثا مهما في العلاقة بين العائلتين.
زكان الاستقبال في جو عائلي، بعيد عن المراسم البرتوكول.
وزار الأمير هارى، وميجان ماركل، متحف التاريخ الطبيعى، وعدد من المؤسسات الاجتماعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى