
اهم الاحداث المغاربية2019: نهاية حكم رئيس ووفاة رئيسين ووصول جنيرال للحكم
بنظرة على العام 2019 ،الذي يلملم أوراقه ليغادرنا، يمكن القول إن هذا العام، كان عام الأحداث الكبرى في المنطقة العربية، من الجزائر وحتى العراق، وهي الأحداث التي ما تزال تداعياتها متواصلة حتى الآن، وربما تسلم 2019 ملفاتها إلى عامنا القادم…
في عام 2019 غاب أو غُيّب ستة حكام عن السلطة، بينهم الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الذي استقال بفعل ضغط الشارع، وكذلك السوداني عمر البشير، الذي عُزل ايضا بفعل ضغط الثورة السودانية، والتونسي باجي قايد السبسي الذي غيبه الموت، ولم تكن كل تلك التغييرات لتحدث، لولا موجة الاحتجاجات التي اندلعت في عدة دول عربية آخرها العراق، وفي نفس العام قتل أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية، في غارة أمريكية على مقر إقامته في إدلب السورية، وفي نهاية العام صدرت أحكام قضائية سعودية بإعدام خمسة، لم تتم تسميتهم، من الضالعين في قتل الكاتب والإعلامي السعودي جمال خاشقجي، وهي الأحكام التي فجرت حملة تشكيك في نزاهتها من قبل منظمات دولية.
ابزر الاحداث في المغرب العربي
تودع أقطار المغرب العربي عام 2019 مترقبة العام الجديد بكثير من الأمل والحذر بعد أن عاشت العديد من الأحداث على كافة الأصعدة والمجالات، ومع طغيان خبر استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إثر الاحتجاجات الشعبية على المشهد الجزائري، ووفاة الرئيس الباجي قائد السبسي على المشهد التونسي، نستعرض إليك أبرز الأحداث التي شهدها المغرب العربي هذا العام.
الجزائر
الحراك الشعبي ونهاية حقبة بوتفليقة
في 22 فبراير 2019، خرج عشرات الآلاف من الجزائريين إلى شوارع العاصمة وأغلب ولايات البلاد رفضا للعهدة الخامسة للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
وفي الـ15 من مارس، خرج الملايين إلى الشوارع فيما سمي “جمعة الرحيل”، وتركّزت الشعارات على رفض تأجيل الرئاسيات ورفض تمديد فترة رئاسة بوتفليقة.
وفي الثاني من أبريل، دعا رئيس الأركان أحمد قايد صالح إلى “التطبيق الفوري للحل الدستوري” الذي يتيح عزل الرئيس. بعد وقت قصير على ذلك، أبلغ بوتفليقة المجلس الدستوري استقالته في 2 أبريل 2019.
وصول تبون إلى الرئاسة
في 13 ديسمبر 2049، أعلنت السلطة المستقلة للانتخابات في الجزائر، فوز عبد المجيد تبون في الانتخابات الرئاسية. ورغم أن البعض يحسب تبون على الحرس القديم، إذ عمل في صفوف حزب جبهة التحرير الوطني وتولى مناصب حكومية أبرزها الوزارة الأولى خلال حكم بوتفليقة، إلا أنه ترشح كمستقل في الانتخابات.
وأعلن تبون أنه يمدّ يده للحراك الشعبي من أجل الحوار عبر ممثليه. وأكد أنه سيباشر تغييرا عميقا في الدستور، كما وعد بمراجعة قانون الانتخاب، وعبّر عن التزامه بما سمّاه “رفع الظلم عن الذين تعرّضوا للظلم من طرف العصابة”، في إشارة إلى رموز نظام الرئيس السابق بوتفليقة.
وفاة قايد صالح
في 23 ديسمبر، توفي رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، إثر سكتة قلبية ألمت به في منزله، عن عمر يناهز 80 سنة. وكان آخر ظهور عام لقايد صالح في 19 ديسمبر أثناء موكب تنصيب الرئيس عبد المجيد تبون.
وكان الرئيس تبون أسند بتلك المناسبة للرئيس الانتقالي عبد القادر بن صالح وكذلك للراحل قايد صالح وسام “الصدر” وهو وسام مخصص تقليديا لرؤساء الدولة. وبعد أن دفع في أبريل إلى استقالة بوتفليقة تحت ضغط حركة احتجاج شعبي ضد النظام، تحول قايد صالح لاحقا إلى قلب رحى المشهد السياسي وظهر بمظهر الرجل القوي في البلاد.
تونس
وفاة الباجي قايد السبسي
في 25 يوليو، توفي الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي عن 92 عاماً، ليرحل بوفاته أول رئيس منتخب ديموقراطياً بالاقتراع العام. وبعد ساعات من وفاة السبسي، أدى محمد الناصر (85 عاما) رئيس مجلس نواب الشعب اليمين، ليتولى الرئاسة المؤقتة للجمهورية، كما ينص الدستور.
وتوفي السبسي قبل أشهر من انتهاء ولايته في ديسمبر 2019. والسبسي المخضرم في السياسة تولى مناصب في الدولة في عهد الحبيب بورقيبة (1956-1087) وزين العابدين بن علي (1987-2011)، وذلك قبل توليه رئاسة الحكومة في 2011 ثم الرئاسة في 2014. وتزامنت وفاته مع إحياء تونس الذكرى 62 لإعلان الجمهورية في 1957.
تنظيم انتخابات وفوز قيس سعيد
بعد وفاة السبسي، قررت “الهيئة العليا المستقلة للانتخابات” تنظيم الجولة الأولى من هذه الانتخابات الرئاسية المبكرة في 15 سبتمبر 2019. وأصبح قيس سعيّد، أستاذ القانون المغمور، رئيسا لتونس بـ72,71 في المئة من الأصوات خلفا للرئيس بالنيابة محمد الناصربحسب قناة (الحرة) الأمريكية.
وصوّت 2,7 مليون ناخب لسعيّد بينما صوّت 1,04 مليون ناخب لمنافسه رئيس حزب “قلب تونس” نبيل القروي. وبلغت نسبة المشاركة الإجمالية في الانتخابات 55 في المئة، وهي نسبة أعلى من تلك التي سجلت في الدورة الأولى (49 في المئة)، وفي الانتخابات التشريعية التي تلتها (41 في المئة). وأصبح بذلك قيس سعيّد ثاني رئيس لتونس ينتخب بالاقتراع المباشر منذ ثورة 2011.
موريتانيا
وصول جنرال جديد إلى الرئاسة
اختار حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم لخلافة محمد ولد عبد العزيز بعد الولايتين المتاحتين للأخير وفق الدستور، جنرالا سابقا آخر هو محمد ولد الشيخ ولد الغزواني، رفيق دربه منذ أمد بعيد وكان تولى رئاسة أركان الجيش لـ10 سنوات، ثم بات وزيرا للدفاع لبضعة أشهر.
وفي 23 يونيو، أعلنت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في موريتانيا أنّ ولد الغزواني فاز بحصوله على أكثرية 52% من الأصوات. وبلغت نسبة المشاركة في التصويت 62,66% من الناخبين البالغ عددهم الإجمالي 1,5 مليون ناخب. لكن المعارضة الموريتانية اعتبرت الانتخابات “مزوّرة”، ما أسفر عن احتجاجات أدت إلى اعتقال ناشطين وصحافيين وقطع الإنترنت عن البلد.
ليبيا
هجوم حفتر على طرابلس
في الرابع من أبريل 2019، شن اللواء المتقاعد خليفة حفتر هجوماً للسيطرة على طرابلس، حيث يوجد مقرّ حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا. ومنذ ذلك الوقت، لم تتمكن ميليشات حفتر من إحراز تقدم كبير صوب العاصمة طرابلس، إذ تواجه مقاومة شرسة من قبل القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني.
وتسبّبت المعارك منذ اندلاعها بسقوط 1093 قتيل وإصابة 5,762 بجروح بينهم مدنيون، فيما تخطى عدد النازحين 100 ألف شخص، بحسب وكالات الأمم المتحدة.
ساحة حرب إقليمية
أكدت الأمم المتحدة أن مجموعات مسلحة من السودان وتشاد تشارك في القتال في ليبيا عام 2019، كما تؤكد وسائل إعلام غربية وجود نحو 200 مرتزقة تابعين لميليشيا “فاغنر”، وهي شركة روسية للأمن الخاص، يدعمون حفتر في شرق ليبيا . من جهة أخرى، عبّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مرارا، أنه مستعد لإرسال قوات إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق الوطني.