
حكاية رائعة A VAVA INOUVA للمغني الجزائري إيدير
A Vava Inouva هي واحدة من أولى أغنيات الفنان الجزائري إيدير، وصدرت سنة 1976 في ألبوم حمل نفس العنوان وحققت نجاحا منقطع النظير وغير متوقّع.
أغنية بسيطة النص واللحن تأخذ روحها من أصول الموسيقى الأمازيغية، لكنها في نفس الوقت متأثرة بمويقى الفولك Folk لفترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. تمّ تلحينها في أسلوب هدهدات الأطفال وهنا يكمن سرّ نجاحها، لحنها مغنيها إيدير وكتب نصها محمد بن حمدوش.
أما طرافة قصتها فتكمن في أن إيدير لحنها للمغنية نورة، وهي من أولى السماء التي قدّمت الأغنية القبائلية بنفس تحديثي أوربي، لكن مانعا طارئا حال دون أدائها وقام بذلك إيدير ومرّت بصوته على أثر الإذاعة الجزائرية. بعد هذا لم يتأخّر النجاح بل تحقق في وقت قياسي في الجزائر أولا، ثم تجاوز حدود المتوسط ليصل إلى أوروبا لاحقا.
كانت A Vava Inouva أول أغنية جزائرية تمرّ في الإذاعة الفرنسية وسجّل ذلك دخول أول أغنية من شمال أفريقيا إلى نوعية موسيقى العالم، وكتبت عنها الصحفية كاترين أمبو Cathrine Humbot مقالا في صحيفة “لوموند” Le Monde الفرنسية سنة 1978 فكسرت كل الحدود والحواجز والتحفّظات.
تستلهم الأغنية كلماتها من قصة قديمة تنقذ فيها فتاة والدها السجين في غابة يسكنها الوحوش والغول، وفي بعض مقاطعها هناك إشارة إلى السهرات الجميلة في جبال منطقة القبائل الجزائرية وتركيز على قيمة وأهمية التراث الشفوي من حكايات وأشعار وأساطير وأغاني.
كان لأغنية A Vava Inouva صدى واسع في الكثير من بقاع العالم، أما بالنسبة لمنطقة القبائل، فتحمل اليوم مكانة ورمزية خاصة لأن فيها اعترافا بالثقافة الأمازيغية التي كانت تعاني من الرفض والتغييب مدة سنوات طويلة.