خلية تمارة…حددت أهدافها وأوشكت على التنفيذ

قال مدير المكتب المركزي للتحقيقات القضائية بالمغرب عبد الحق الخيام أن “ الخلية التي تم تفكيكها امس الخميس بالمغرب، لا تشبه الخلايا التي فككت في السابق”.
وأضاف خلال ندوة صحفية بمدينة سلا : “الخلايا السابقة حجزنا فيها أسلحة مختلفة، ولكن لم نحجز مثل هذا الكم من المواد الموجهة لصناعة المتفجرات”، موضحا أن “أمير الخلية هو من تكلف بشراء وتخزين المواد الكيماوية المستعملة، وهو من ذوي السوابق القضائية، من بينها تكوين عصابة إجرامية والسرقة بالسلاح الأبيض، وأدين عام 2004”.
نفى عبد الحق الخيام ، أن يكون لتفكيك الخلية الإرهابية علاقة بذكرى تفجيرات 11 شتنبر 2001 في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية.

*انتحارية
خلية ارهابية، ليست كباقي الخلايا التي تم تفكيكها، انتحارية، تعتمد على نفسها في تصنيع المتفجرات والأحزمة الناسفة، مولت نفسها بإمكانياتها الذاتية، ليس لأفرادها اية سوابق، ماعدا الزعيم، تلك اهم مميزات خلية ارهابية، كان الأمن يتتبعها قبل اقتحام مقراتها يوم اول امس الخميس، بشكل متزامن في عدة مدن مغربية ” طنجة وتيفلت وتمارة والصخيرات”، حسب تصريحات المكتب المركزي للتحقيقات القضائية .
*حمام دم
الخلية الارهابية أتمت استعداداتها لتنفيذ عمليات إرهابية انتحارية خطيرة، شبيهة بعمليات 16 ماي بالدار البيضاء، والتي استهدفت مقبرة يهودية وفندق سفير.
الخلية بلغت مستوى متقدما في التخطيط و التهيئ لتنفيذ هجمات انتحارية، كانت ستتسبب في حمام دم وفي مآسي بالمملكة”، والمستهدفون شخصيات عمومية وعسكرية ومقرات المصالح الأمنية ومصالح حيوية.

 


*اعضاء الخلية
تم توقيف خمسة متطرفين، تتراوح أعمارهم ما بين 29 و43 سنة،
“أميرهم” او مُتزعم الخلية، يشتغل كبائع سمك، وله سوابق إجرامية في 2004 و 2006، وكان مكلفاً باقتناء المواد الأولية واللوجستيكية بهدف صنع الأحزمة الناسفة.
اما الرجل الثاني في الخلية كان مكلفاً باستقطاب عناصر جديدة لتدعيم الخلية، التي توزعت مهن أعضائها بين النجارة والفلاحة والسباكة والصباغة.
* المراقبة الامنية
تلقى المكتب المركزي للتحقيقات القضائية المختص في مجال محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة معلومات من المصالح المركزية التي تسهر على تتبع أنشطة الخلايا المتطرفة، عقدت حسب مدير المركز عبد الحق الخيامد عدة اجتماعات تحت إشراف مباشر للمدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني، ،ومديرية مراقبة التراب الوطني  ” الاستعلامات الداخلية ” عبد اللطيف الحموشي ، وتم وضع أفراد الخلية الإرهابية المفككة تحت المراقبة الميدانية وكذلك على الشبكة العنكبوتية.
لكن خطورة الخلية استعدادها للقيام بعمليات انتحارية، عجل باتخاذ قرار بالتدخل السريع لتجنيب المغرب “حمام دم”، حسب ذات المصدر.
حيث تم رصد “تجول أمير الخلية باستمرار على متن دراجة ثلاثية العجلات، حاملا سيفا، وله نية استهداف عناصر الأمن.
وفسرعبد الحق الخيام ،وصف البلاغ الصادر عن المكتب الذي يديره، حول تفكيك الخلية بأن “أفعالها خطيرة”، بالقول أن “تتبعها كان يتطلب درجة عالية من اليقظة والدقة، للتواصل إلى جميع عناصرها المرتبطة في ما بينها، وأن التدخل تم بعد التنسيق مع النيابة العامة تم في اللحظة المناسبة”.
* عملية الاقتحام الامني
تم تنفيذ عمليات أمنية بشكل متزامن بمدن طنجة وتيفلت وتمارة والصخيرات، في الساعات الأولى من صباح الخميس حسب بلاغ للمكتب المركزي المختص ، لتوقيف اعضاء الخلية الخمسة، وتمت العمليات بنجاح ومهنية واحترام للقانون ،غير أن أحد المشتبه فيهم أبدى مقاومة عنيفة بمدينة تيفلت، محاولا تعريض عناصر التدخل السريع لاعتداء إرهابي، حيث أصاب أحدهم بجرح بليغ على مستوى الساعد باستعمال أداة حادة، قبل أن يتم توقيفه بعد إطلاق عيارات نارية وقنابل صوتية بشكل تحذيري.
كما حاول المشتبه فيه الموقوف بمدينة تمارة ، زعيم الخلية المفترض ،تفجير نفسه باستعمال قنينة للغاز من الحجم الكبير، مبديا مقاومة عنيفة اضطرت معها عناصر التدخل السريع لإطلاق أربع عيارات نارية وقنابل صوتية وأخرى مصحوبة بدخان كثيف لحجب الرؤية عن المعني بالأمر، مما مكن من تحييد الخطر وإجهاض التهديدات الإرهابية الصادرة عنه.
*المحجوزات…..
بعد توقيف أفراد الخلية وإجراء عمليات التفتيش تم اكتشاف مواد كيميائية لصنع المتفجرات، وأقنعة، وأسلحة بيضاء، وكذا أحزمة ناسفة.
كما ادت إجراءات التفتيش وعمليات المسح والتمشيط التي أجريت في محلات وشقق كان يستغلها المشتبه فيهم كأماكن آمنة وكقاعدة خلفية للدعم اللوجستيكي،عن حجز ثلاثة أحزمة ناسفة، تحتوي على مجوفات لولبية لتحميل الأجسام المتفجرة، و15 قنينة تحتوي على مواد ومشتملات كيميائية مشبوهة، وصاعقين كهربائيين، ومعدات إلكترونية، ومساحيق كيميائية وأسلاك كهربائية، وثلاثة أقنعة حاجبة للمعطيات التشخيصية، ومنظارين، ومعدات إلكترونية وكهربائية للتلحيم، وكاميرا رقمية متطورة، وقنينتين للغاز المسيل للدموع، ومجموعة كبيرة من الأسلحة البيضاء من أحجام مختلفة، وقنينات غاز من الحجم الصغير، وطنجرتين للضغط مملوءتين بالمسامير والأسلاك وأخرى تحتوي على سائل كيميائي مشبوه، علاوة على عدة حقائب بلاستيكية تحتوي على لولبات حديدية ومواد مشبوهة، وخمس بطاريات للشحن، و25 مصباحا كهربائيا.
مكنت عمليات التفتيش ايضا، من حجز مجسم ورقي يرمز لشعار تنظيم “داعش”، وثلاثة سترات مفخخة في طور التحضير، وعدة أنابيب بلاستيكية تدخل في تحضير وإعداد الأحزمة المفخخة، فضلا على ثلاثة كيلوغرامات تقريبا من نترات الأمونيوم، والتي تم وضعها رفقة باقي المحجوزات الكميائية رهن إشارة الخبرة التقنية التي سيباشرها مختبر الشرطة العلمية والتقنية
وأوضح مدير المكتب المركزي للتحقيقات القضائية، الخيام ،أن الخبرة التقنية على المحجوزات المضبوطة لدى الخلية الإرهابية كشفت أن الأفراد الخمسة كانوا قد دخلوا في مرحلة التركيب والتهييئ للقيام بعمليات تفجيرية بواسطة “طنجرة ضغط” تحتوي على مواد متفجرة ومواد أخرى مملوءة في أنابيب وسترات مفخخة للقيام بعمليات انتحارية.
* التمويل
وبخصوص مصادر تمويل الخلية، أوضح الخيام أن التمويل كان ذاتياً، لأن المواد المستعملة في صناعة المتفجرات والأجهزة الناسفة، التي تم ضبطها متاحة في الأسواق.
وأوضح الخيام، أن الخلية الإرهابية كان يعتمد أصحابها، على تصنيع مواد متفجرة لإغراق المغرب في حمام دم، وزرع الرعب والخوف والإرهاب في نفوس المواطنين، مشددا على أن يقظة المصالح الامنية، مكنت من إفشال هذه المخططات.

*الابحاث الاولية
وبخصوص الأبحاث مع الموقوفين الخمسة، أكد مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية أنها انطلق الجمعة، بعد استكمال الإجراءات الصحية والوقائية وإخضاع افراد الخلية لتحاليل الكشف عن فيروس كورونا،  وتتركز على تحري ما إذا كانت للخلية امتدادات خارج المملكة وارتباطات بتنظيمات إرهابية دولية، مشيرا إلى أنه إلى حدود الساعة يتبين أن تمويل الخلية كان يتم بشكل ذاتي عبر مساهمات مالية من أفرادها.
* اعلان البيعة لداعش
وأكد المسؤول الامني ، أن أفراد الخلية كانوا يستعدون لتقديم البيعة لما يسمى بـ”الدولة الإسلامية”، مشيرا إلى أن فكر “داعش” الإرهابي لم ينته باندحار التنظيم أو زعيمه السابق أبو بكر البغدادي في سوريا والعراق، بل له امتدادات أيديولوجية ويتم تمريره عبر الإنترنت ووسائل الاتصال للتغرير بالفئات الهشة.
وشدد على أن هذا الفكر الإرهابي سيظل يشكل تحديا أمنيا لجميع الدول، لاسيما المغرب الذي يتواجد في منطقة تشرف على الساحل، مؤكدا أن المغرب يضع أمنه واستقراره فوق كل اعتبار.
وكشف ذات المسؤول الأمني أن الظرفية التي يمر منها المغرب بسبب جائحة كورونا لن تجعل الأجهزة الأمنية غافلة عما يقع وعن تتبع الأشخاص الحاملين للفكر المتطرف.
*تحديد الاهداف
في ذات الاطار، أوضح الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني، خلال الندوة الصحفية التي عقدت اليوم الجمعة، أن “التحقيقات كشفت قيام الخلية بمسح شامل لأهدافها، وكان من الممكن أن تنفذ هجماتها خلال الأيام القادمة، وما يؤكد ذلك المقاومة الشرسة لعناصرها خلال عملية توقيفهم، خاصة زعيمهم في مدينة تمارة و والرجل الثاني في مدينة تيفلت”، موضحا أن عناصر الخلية “أعدت مشروعا إرهابيا بالغ التعقيد، يتمثل أساسا في صناعة أربعة أنواع من المتفجرات، وهي العبوات الناسفة والسترات المتفجرة وقنابل ونوع من المتفجرات تستعمل فيه الطناجر الضاغطة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى