
زيارة هنية هل تمهد لدور مغربي لتسهيل حوار ممكن؟
المغرب/ علي الانصاري
اسماعيل هنية في المغرب، الزيارة الأولى له للمملكة، لا يهم من الداعي، لأن في بوادر الاستقبال، قبولا، والتفاتات، وتصريحات وتلميحات ، ما يفيد وجود شيئا ما وراء ستار لن يمكن لا العثماني ولا للعدالة ،حجبه واخفاءه، وهنا لا بد أن سلف هنية، خالد مشعل ،كان قد زار المغرب ،قبل سنوات وحظي بحفاوة خاصة من طرف العاهل المغرب.
بالتزامن مع وصول زعيم حماس ، برقية تهنئة من عاهل المغرب لرئيس الوزراء، الإسرائيلي الجديد نفتالي بينيت ، ورد من الأخير ،يعبر فيها عن بالغ تقديريه لملك المغرب، فالمغرب بحسب بينيت: بلد صديق وشريكة هامة في المساعي الرامية لدفع السلام والأمن في المنطقة قدمًا.
و مع وعد وعزم من اجل العمل على” تعزيز العلاقات الإسرائيلية المغربية في كافة المجالات، بما سيحقق الرفاهية ولازدهار لكلا الشعبين اللذين تربطهما صداقة طويلة الأمد”.
وفي كلمة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، تلميح الى أن الزيارة وإن كان المستضيف هو حزب العدالة والتنمية، الأ انها ،تأتي “برعاية جلالة الملك واحتضان الشعب المغربي”.
كلمة سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، خلال حفل استقبال في فيلا اقامة رئيس الوزراء الرسمي ، وليس في ايا مكان اخر، تلخص موقفا مغربيا ثابتا من قضية فلسطين، حتى بعد استئناف العلاقات مع اسرائيل ، فالزيارة : “تأتي في إطار الموقف المغربي الثابت، ملكا وحكومة وشعبا في دعم القضية الفلسطينية” يقول العثماني.
وأضاف : “أن المغرب يعتبر القضية الفلسطينية قضيته أيضا، وهو ما ترجمه في مسيراته المليونية، وفي العمل المتواصل لبيت مال القدس، يضاف إلى ذلك مواقف جلالة الملك الرافضة لصفقة القرن ولتهويد القدس”.
بل ” أن الملك، جدد التأكيد أن القضية الفلسطينية على القدر نفسه الذي تحلته قضية الوحدة الترابية والصحراء المغربية”، يشير العثماني الى موقف المغرب عبر ممثله الأسمى ،حسب الدستور ، الملك محمد السادس .
يمكن لنا القول بأن زيارة وفد حماس برئاسة هنية، كانت للمغرب تحت يافطة حزب العدالة والتنمية، نظرا لعدة اعتبارات ومواقف، ولا أدل على ذلك من دلالية مكان الاستقبال والتصريحات، إضافة إلى المكلفين بالأمن الوفد ” الامن الخاص للعاهل المغربي ” ولوجيستيك أصول الضيافة.
كما ان اجتماعات وفد حماس ، لن تقتصر على حزب العدالة والتنمية ، إذ ستشمل عدة أحزاب مغربية ، بحسب البرنامج المعلن. وتتميز باستقبال الوفد من طرف الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، وحكيم بنشماس رئيس مجلس المستشارين.
*هل يهيئ المغرب لأحياء دوره كوسيط بين إسرائيل والفلسطينيين؟
قبل زيارة إسماعيل هنية للمغرب، وفي ظل حرب غزة، كان العاهل المغربي الملك محمد السادس، سباقا الى إرسال مساعدات عاجلة لغزة والضفة الغربية، مؤسسة بيت مال القدس الشريف التي يرأسها المغرب، مستمرة في دعمها للفلسطيين داخل القدس لمواجهة موجات التهويد ونزع ملكيات المنازل في الأحياء العربية.
تاريخيا، كان للمغرب دور دائم في تقريب وجهات النظر بين الأطراف في المنطقة، وكانت بعض الأطراف العربية، تعتبر جرأة الملك الراحل الحسن الثاني، جارحة بدعمه ودعوته لحل التعايش والواقعية السياسية ، ولم يتردد ملك المغرب آنذاك في استقبال قادة إسرائيل والتحاور معهم وربط علاقات معهم، مما تسبب في مقاطعته من طرف بعض الأطراف العربية.
اليوم وفي ظل وضع لا يختلف كثيرا، تجد الديبلوماسية المغربية ،بمحاورها المختلفة ،نفسها قادرة على لعب دورا في التوسط بين الأطراف الفلسطينية والاسرائيلية، وتسهيل الاجراءات للوصول لهدف العودة الى الطاولة الحوارية ، وهذا لن يتم بدون حضور كافة الاطراف الفاعلة في المشهد منها حركة حماس، والتي تشكل واقعيا دولة في غزة الجريحة.