صرنا نعيش نوعا من التطبيع مع فظاعة الصور التي نتلقاها !

ثلاثة أحداث جسيمة، وقعت مؤخرا ما بين الرباط وأكادير ، تسائلونا كمجتمع، تسائل كينونتنا الإنسانية، مسؤوليتنا أمام ما يقع لبعضنا البعض، ردة فعلنا على أحداث نشاهدها يوميا، ونتعامل معها بنوع من اللامبالاة، أولها ، فيديو للفتاة التي لقيت حتفها امام أنظار المتجمهرين في باب لحد بعد أن خطف شاب هاتفها وطعنها في قلبها ، فخرت تقاوم سكرات الموت. ولم يسع أحد لإنقاذها،بل أسرع البعض في تصوير مشهد إلقاء الأمن القبض على المجرم وتوثيق المشهد على هاتفه الذكي، دون أن يفطن العامة، بأن الذكاء الحقيقي ،هو بذل كل المجهودات من أجل انقاذ ” الروح” التي تئن امام الجميع دون مبالاة. نفس المشهد يتكرر بعد يومين فقط، في الطريق الساحلية ما بين الرباط والهرهورة، فتاة من حي المسيرة بتمارة توقف سيارتها وتفتح ” الكوفر” وتجلب جالونا من ” المازوط” وتسكبه على جسدها وتشعل فيه النار، المارة بسياراتهم لم يكلفوا أنفسهم عناء إنقاذها ولم يكن لهم حتى ،شرف المحاولة، اكتفوا مرة أخرى،بتوثيق الحدث المأساوي على هواتفهم الذكية” الفيديو” وأحدهم يردد ” ابن ادم ينتحر”.
حدث آخر في اكادير طالب ،لايهم من أي الفصائل،اعتدى عليه فصيل آخر، وهاهو ذا يسبح في دمائه، ولا أحد سعى لنجدته،واكتفوا بالتوثيق.
صرنا نعيش نوعا من التطبيع و المآنسة مع فظاعة الصور التي نتلقاها …..
المهم هو أن نوثق الحدث لا أن نقوم بالواجب الانساني …..
“تقول را حنا فسوريا و كاع اللي عندو شي بورطابل راه صحفي في الجزيرة”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى