عبد الرحيم الزباخ ،مدير النشر بموقع إستريتشو نيوز : إعلاميو اسبانيا لا دراية لهم  بما يجري في المغرب

*حوار : على الأنصاري
في الحوار التالي مع الاعلامي المغربي المقيم في اسبانيا، الصحفي عبد الرحيم الزباخ ،مدير النشر بموقع إستريتشو نيوز – مختص في العلاقات المغربية الاسبانية، نستعرض  كيف تناولت الصحافة  الاسبانية بتياراتها المختلفة، ازمة العلاقات المغربية.
ويعرج الصحفي الزباخ ،على  عقدة “المورو”  التي لازالت تتحكم في في بعض الاوساط المتطرفة في اسبانيا والتي عادة ما تلجأ لها لتخويف الإسبان من المغاربة.
نص الحوار :
 ٠بداية مخجلة
*تشهد العلاقات المغربية الإسبانية أزمة بسبب استضافة اسبانية لزعيم جبهة البوليساريو، كيف يعالج الاعلام الاسباني هذا الازمة؟
**بالنسبة لتعاطي الإعلام الاسباني مع أزمة العلاقات مع المغرب ،كان في بداية الأمر محتشمًا جدًّا باستثناء بعض المؤسَّسات الإعلامية، المحسوبة على اليمين، كجريدة «ABC» و«LA RAZÓN» و«OKDIARIO» ومؤسَّسات قليلة تعاملت مع الأزمة بشكل مُخجلٍ، وفضَّلت أن تتفادى الحديث عن السبب الحقيقي لعين المشكل، وهو دخول المدعو غالي بجواز سفر مُزوّرٍ، وأيضًا عدم تدخّل العدالة الإسبانيّة، الَّتِي يفترض أن تكون مستقلةً، فضلًا عن الصحافة الإسبانية، الَّتِي تعاطت بشكلٍ جدّ سلبيٍّ مع القضية، ولم تتحرّك باحتشام في فترات لاحقة. وبعد مرور مدّة من زمن هَذَا التدخل، الَّذِي جاء متأخرًا جدًّا، وبعد أن استنفد المغرب جميع السبل والخطوات المتمثلة في بلاغ أوّل وبلاغ ثانٍ شديد اللهجة، ومجموعة استفسارات، لم تلقَ أي إجابة موضوعية عند الدبلوماسية الإسبانيّة. وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ الإعلام الإسباني لم يقم بأيَّ محاولة –ولو من باب استفزاز المسؤولين– للردّ على هَذِهِ الأسئلة.
 ٠عدالة الطرح المغربي
*لاحظنا تغييرا في مواقف بعض الصحف الاسبانية، والتي عادة ما تهاجم المغرب معتبرة أن الشر كله يأتي من الجار الجنوبي، ما هو سبب هذا التغيير؟
**هَذَا التغيير يرجع بالخصوص إلى عدالة الطرح المغربيّ ومنطقيته، الَّتِي تنادي بمسألة بديهيّة، على اعتبار أنَّ حكومة إسبانيا ترفع دائمًا شعارات حقوقيّة، وتتباهى بالحفاظ على دور المرأة وتمكينها من كلّ حقوقها، وهي نفسها تستقبل شخصًا بجواز سفر مُزوّرٍ، ومُتابعًا بقضايا تعنيف المرأة وملف الاغتصاب، ومجرم حربٍ، وهي جرائم كبرى وهو الشيء الَّذِي يفرض على بعض المؤسَّسات الإعلاميّة الوازنة، أن تكون مُحايدة نوعًا ما، وتتعامل مع منطق الموضوع بمهنية، والَّتِي حاولت تدارك هَذَا الخطأ الجسيم بعد أن اهتدت إلى جادة الصواب، ونقصد هنا الصحافة المحسوبة على اليمين، على الرغم من وجود مقالات تُصنّف في إطار تصفية حسابات سياسيّة مع اليسار في شكلها العادي.
٠ وزير داخلية اسبانيا حذر
* يبدو من خلال تتبع المقالات التي تناقش علاقات المغرب بأسبانيا، بأن هناك توجها نحو تحميل رئيس الحكومة الاشتراكي مسؤولية الوضع المأزوم مع المغرب؟
** من المنطقي جدًا أن تُحمّل الصحافة الإسبانية كاملَ المسؤولية لرئيس الحكومة ولوزيرة الخارجية؛ لأنَّ مصادرَ مُتطابقةً أكدت أنَّ وزير الداخليّة الإسباني رفض استقبال المدعو غالي، وإدخال إسبانيا في مأزقٍ قانونيّ. فالرجل معروف بخبرته القانونيّة، وله باعٌ طويلٌ في هَذَا المجال، وقد قضى فتراتٍ طويلةً في مجال القضاء بإسبانيا، واشتغل لسنوات في المحكمة الوطنيَّة بإسبانيا، وهو يعرف جيدًا كيف تسير الأمور في مثل هَذِهِ الحالات القضائيّة؟ وهو منذ البداية ضد هَذَا الاستقبال، ولولا غباء وزيرة الخارجية الإسبانيّة وتهوّر رئيس الحكومة، لما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه، وهَذِهِ هي القراءة الَّتِي حاولت جُلّ المؤسَّسات الإعلاميّة أن تتبنّاها.
 ٠ عقدة المورو
*هل يعتبر اعلاميو  وكتاب ومحللي  اسبانيا ، المغرب مسؤولية موجة الهجرة سباحة نحو جيب سبتة المحتلة؟
بطبيعة الحال الإعلام الإسباني، أو لنقول إنَّ جزءًا منه يعلّ مهنيًا إلى حدٍ ما بالرغم أنّه يفتقد للقراءة الصحيحة، يفتقد لامتلاك معلومات صحيحة، وليست له دراية كاملة حول ما يجري داخل الجار الجنوبي، بل إنَّ هناك جهلًا في صفوف بعض الإعلاميين، بكلّ ما له ارتباط بالمغرب، إضافة إلى أنَّ هناك فئةً من الإعلاميّين شأنهم شأن مجموعة من الخبراء والمُحلّلين والأساتذة الجامعيّين ما زالوا يملكون ويحملون معهم في قراءتهم وتحليلهم «عقدة المورو» والَّتِي ما يتم إرفاقها دائمًا بتوجسٍ وخوفٍ من الجار الجنوبي والتعامل معه كأنه وباء أو كأنه جار سوء لا يصح التقارب بين إسبانيا وبينه، وهَذَا ما جعل التعامل مع هَذِهِ الوقائع الأخيرة يطبع بطابع الصدمة، الَّتِي دفعت الإعلام الإسباني لتوجيه كامل قبلته نحو أحداث سبتة؛ لأن لا أحد كان ينتظر ردَّ فعل بهكذا قوّة، وبالتالي لم يترك للإعلاميّين ومن معهم الوقت الكافي لتحليل المعطيات بشكلها الصحيح لما يقع حاليًا، وما يمكن أن يقع مستقبلًا؛ لأنّ ما حدث هو مجرد إشارة لما قد يقع وأعتقد من وجهة نظري أنَّ السلطات الأمنيّة بالمغرب أخذت قسطًا من الراحة، مدّته 24 ساعة فقط، وفيها وقع ما وقع، ولنفترض أنّ الأمور وصلت إلى ما لا يحمد عقباه؛ فإنّ الضررَ الكبيرَ سيقع على الجارة الشمالية إسبانيا، ومن المفروض على هَؤُلَاءِ المُحلّلين أن يستفيدوا من الدرس ويحاولوا أن يضعوا قراءة صحيحة للجار الجنوبي المغرب.
٠ التهويل المتطرف
* بأرأيك ومن تتبعكم للاعلام الاسباني ، هل هناك توجس او تخوف من تحرك مغربي لاسترجاع سبتة و مليلية؟
** الصحافةَ المحسوبةَ على اليمين المُتطرّف، هي الوحيدة الَّتِي نشرت مقالات يمكن أن يكون فيها نوعٌ من التخويف للمواطن الإسباني البسيط على أنّ المغرب يقوم بغزو إسبانيا، خاصّة أنّ هناك مقالاتٍ رَفعت عناوين غريبة جدًّا من قبيل، المسيرة الخضراء الثانية الملك محمّد السادس يغزو إسبانيا، كان هناك نوعٌ من التهويل في بعض الصحف المحسوبة على اليمين المتطرف، خصوصًا نقصد هنا حزب «فوكس» اليميني المُتطرّف، الَّذِي يرفع شعاراتٍ مُعادية للمهاجرين، خصوصًا المسلمين، وبخاصة المهاجرون المغاربة.
٠
.اسبانيا مطالبة بإعادة النظر
* كلمة أخيرة،  ما هو انطباعاتك  كمغربي  مقيم في اسبانيا حول ما جرى ويجري حاليا بين البلدين، وما هي التوقعات المحتملة؟
**ككلمة أخيرة، أعتقد أنّ إسبانيا مخيرة اليوم بمسألتين، إما أن تختار الشراكة الحقيقة شراكة بكلّ ما تعنية الكلمة؛ شراكة لها دفتر تحملات مبني على أسس الثقة المصالح البرغماتية على أسس عدم الطعن من الخلف على أسس أنه من غير المنطقي استمرار خطاب ازدواجي سياسيّ لإسبانيا.
إسبانيا مخيرة اليوم، بين أن تكونَ صديقًا حقيقيًا للمغرب أو عدوًا له، لا يعقل أن تستمر إسبانيا في اللعب على وتر حساس. المصالح العليا المشتركة لإسبانيا مرتبطة بشكل أساسي بالمغرب الغاز الجزائري  فقد قيمته اليوم.
وبالنسبة للمصالح الَّتِي تربط إسبانيا بالجزائر، هي قليلة جدًا مقارنة مع المغرب، الَّذِي يقوم بدور استراتيجي في المنطقة، وسواء شئنا أم أبينا فإن المغرب هو الجار الدائم في المنطقة الجنوبية، وأنا من هَذَا المنبر أدعو الصحافة الإسبانية إلى أن تحاول الاستفادة من الدروس وتحاول أن تتعلّم القيام بمحاولة بذل الجهد في فهم الجار الجنوبي؛ لأنّه لحدود الساعة نرى بعض المرتزقة وبعض الصحافيّين المحسوبين على المخابرات الإسبانية ومُقرّبين يقومون بأدوار مشبوهة، وهناك فئة من الصحافيّين تعتمد في نهجها استفزاز بعض المؤسّسات لأجل مصالح شخصية أو لجهات معينة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى