
عبد الرزاق الزرايدي رئيس مجموعة رؤى فيزيون: دور المغرب في ليبيا يكتسي اهمية كبرى
يدعو عبد الرزاق الزرايدي بن بيلوط، رئيس مجموعة التفكير الاستراتيجي ،رؤى فيزيون، الى تحرك الفاعلين المغاربيين في كل المجالات الثقافية والتجارية والمدنية للتعاون فيما بينها من اجل تجسيد الاتحاد المغاربي على أرض الواقع.
ويرى، في حوار خاص لبوابة افريقيا الاخبارية، بأن الدينامية المجالية، ستدفع الفاعل السياسي الى الانخراط وبلورة استراتيجياته وفق دينامية الفاعلين، لهذا يجب “علينا كفاعلين وأكاديميين عدم انتظار صفاء السماء السياسية المغاربية” يقول.
ويتحدث في ذات الحوار عن الفرص التي تضيع بسبب التباطئ في تفعيل الاتحاد المغاربي، وعن مكانة ليبيا في هذا الاتحاد.
نص الحوار
* بدأت لقاءات ليبية جديدة بالمغرب، لاعادة الاستقرار والأمن لهذه الدولة المغاربية الشقيقة، كيف تتبعتم دينامية الديبلوماسية المغربية في هذا الإطار؟
** كان لي ولا يزال اهتمام كبير وتتبع لكل الدول المغاربية، ومنها ليبيا، التي طالما اعتبرت ان الحل فيها يجب ان يكون بمساهمة الاتحاد المغاربي، وأن تكون الوساطة مغاربية، بدعم من المنتظم الدولي والدول العربية الشقيقة.
لهذا أرى أن الدور الذي يقوم به المغرب، لتقريب وجهات النظر بين الاطراف الليبية، يكتسي أهمية كبرى بالنسبة لليبيا و للمنطقة ككل، لأجل إعادة حلم الشعوب المغاربية بمغرب كبير و قوي الى سكته الصحيحة، كنا نتمنى ان تساهم بقية بلدان المغرب العربي في دعم هذا المجهود المغربي، لكن…….!!!!
في هذا الصدد، يجب ان ندق ناقوس الخطر الى مدى خطورة استمرار هذا النزاع المسلح وغياب الحوار الجاد، إذ قد يكون حاضنة، ان لم يكن كذلك الآن بالفعل، لتيارات التطرف والارهاب ونشر وباء الفوضى واللامن.
*تعتبر ليبيا دولة محورية في التجمع المغاربي، والذي يعتبر حلما لشعوب المنطقة، ما اهمية ليبيا الموحدة والمستقرة لهذا الكيان؟
** اعتقد رغم اني لست مختصا في هذا الجانب، ان الحفاظ على وحدة ليبيا يجب ان يشكل الأولوية لدى الجميع، فالانشطارات الحدودية قد تحمل معها صراعات، لن تسلم منها ايا من دول المنطقة، لهذا فإن الحفاظ على الوحدة وتأسيس الدولة على أسس وطنية ومواطنة وسيادة الحوار كوسيلة لحل المشكلات القائمة ، هي السبل الكفيلة بنزع فتيل التطرف ومسبباته و تعميم الاستقرار والأمن والرخاء الاقتصادي.
لا أحد يشك في الأهمية المحورية لليبيا ضمن الاتحاد المغاربي، فهي إلى جانب كونها جزء لا يتجزأ من هذا المكون، ذو القواسم المشتركة على المستوى الجغرافي والثقافي والحضاري والتاريخي واللغوي والديني، فهي أيضا صلة وصل بينه وبين العالم العربي، والذي نتقاسم معه نحن المغاربيين قواسم مشتركة، لا يمكننا التنكر لها، أضف إلى ذلك حدود ليبيا الجنوبية التي تشكل امتدادا افريقيا لدول المغاربية.
وفي الاخير لا بد ان نذكر في هذه المناسبة ،بالدور الفعال الذي قامت به ليبيا في إنشاء هذا الاتحاد.
* الكثير من الدراسات الاقتصادية تقر بتضييع الدول المغاربية للعديد من الفرص بسبب بطئ انشاء اتحاد مغاربي، ما هي وجهة نظركم في هذا المجال؟
*** هذا ما لا يشكك فيه ايا كان، نحن المغاربيين، نخسر اقتصاديا ما يوازي ميزانية دولة نامية سنويا بسبب تباطئ الاندماج الاقتصادي المغاربي، كما أننا نبحث عن تصورات حلول لمشاكلنا الاقتصادية خارج الاطار المشترك، و نخسر بسبب إتفاقيات نعقدها مع تجمعات اقتصادية لأننا نتفاوض منفردين، والأمثلة كثيرة عن الخسائر التي نتكبدها على المستوى السياحي البيني و التبادلات التجارية و…..
لهذا فإن هذا التباطئ وغياب المطالبة بتفعيله، يصيبنا بحيرة ويساءلنا جميعا ، ساسة ،اقتصاديين ، جمعويين، مثقفين، فاعلين، شعوب.
*كيف يمكن ان يساهم الاتحاد المغاربي في امن واستقرار جنوب المتوسط؟
** تلك احد الملفات التي كان من الممكن أن تم التنسيق فيها بين الدول المغاربية من أجل استراتيجية موحدة، إضافة إلى التبادلات الاقتصادية وملف الهجرة من اجل إقناع شمال المتوسط بأن لا أمن له بدون استقرار وامن ورخاء جنوبه، والذي يعتبر صلة وصل بين اوروبا وأفريقيا.
*ما هي أهم الملفات التي يمكن أن تكون منطلقا للتعاون بين البلدان المغاربية؟
*** اعتقد ان هناك خطأ يرتكب من قبل الفاعلين الاقتصاديين وغيرهم عندما يكتفون بانتظار القرار السياسي دون ان يقوموا بدورهم الفعال كقاطرة لهذا التعاون والتكامل.
بالنسبة لي ارى بأن مجالات كالثقافة والتجارة والمجتمع المدني والسياحة وتبادل المشاركة في اللقاءات المشتركة، يمكن أن تكون البداية التي ستبلور هذا الحلم المغاربي وتجعله حقيقة على مستوى الواقع، و حينئذ لا يمكن للفاعل السياسي ،الا ان يرضخ لهذا الواقع ، ويبلور استراتيجيته بناءا عليه.
اذا كان هناك خلاف سياسي ما يعرقل، فإنه ليست هناك أية خلافات بين الفاعلين على المستوى التجاري والثقافي والمدني و……. وتلك هي البداية التي ستحرك تفعيل الحلم.
*في كلمة أخيرة
*** أملي في أن تعي شعوب المغرب العربي الكبير ، بأن مصيرها في يدها وان تتحرك يدينامية من أجل تحقيق حلمها المغاربي.
نتمنى أن تذلل الصعوبات امام الاطراف الليبية من أجل التوصل إلى تفاهمات تنهي مأساة الاخوان الليبيين.
كما أؤكد أن بعض الخلافات السياسية لا تبرر أبدا تقاعس الأكاديميين والمفكرين في اللقاء وتأكيد القواسم المشتركة بين البلدان المغاربية ووحدة مصيرها المشترك.