قبيل أيامٍ من عيد المرأة

الاستاذ: زينبا بن حمو

كالعادة،

ظل يمشي بمحاذاتها، يردد تلك الكلمات المثيرة للقرف على سبيل التحرش، كتفه لامست كتفها غير ما مرة. حاولت التنصل من هذا الموقف المزعج فأسرعت الخطى، لكنه استطاع مجاراتها دون عناء.
وكالعادة لم يحرك أحد ساكنا، لا شيء يستدعي ذلك، فهو، يمارس حقا من حقوق الذكورة بشوارع المدينة، وأحيائها، وإداراتها، ومؤسساتها العمومية والخاصة…
لا أحد يعترض على رياضة “التحرش” الممتعة والمفضلة للذكور ، إنها أكثر مجالات المؤازة بينهم فكل واحد يدعم الآخر بالتغاضي عنه.

لكنها قررت هذا المرة أن تقوم برد فعل،أخرجت من تحت معطفها صافرة برتقالية اللون، توقفت والتفتت نحوه، توقف وقد انشرحت أساريره معتقدا أن صيده قد اكل الطعم، لكنه لاحظ الصافرة فقال ممازحا :
هل سترفعين ورقة الطرد في وجهي يا جميلة ؟!
أغلقت عينها،
رفعت يدها اليسرى وأغلقت انفها، ثم نفخت بالصافرة في وجهه…
اطلق صرخة سمع دويها في أرجاء الشارع، وربما في أرجاء المدينة…

أسرعت بالابتعاد دون انتظار، وقد بدا الناس يلتفون حوله، سمعت الأصوات تتعالى بالسؤال،
ما به ؟
ماذا حصل ؟
ما بك ؟
سمعته يردد :
عماتني بنت لحرام،
خرجات لي على عيني،
شدوها…

لكنها كانت قد ابتعدت.. لا تريد أن يتم ضبطها بصافرة مملوءة بالفلفل الحار التونسي العالي الجودة..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى