
لكريني: توجه الاتحاد الأوروبي إساءة للعلاقات الثنائية المثينة
اعتبر العديد من المحللين السياسييين أن قرار المغرب قرارا صائبا ، وليس بالمتسرع ، بل إنه حان الوقت للحسم مع مبدإ المزايدات ، لأن موقف الإتحاد الأوروبي غير واضحا ويحمل العديد من المفارقات، حيث أنه نجده متناقضا مع نفسه ومع السياسة الأوروبية بصفة عامة، فرغم أنه يشيد بمنجزات المغرب ويعترف بتقدم الحاصل في شتى المجالات سواء منها الإقتصادية أو الإجتماعية وكذا السياسية أو التنموية، جاعلامنه في وضعية الشريك المتقدم للإتحاد بالمنطقة، غير أنه ينحاز إلى جانب مواقف الخصوم، مما جعل المغرب يتجاوز لغة الدبلوماسية ويصعد من موقفه حيال هذا القرار غير الصائب ، ويفرض على دول الإتحاد الأوروبي الإصطفاف إلى جانب الطرح الإنفصالي أو الطرح الضامن للأمن والإستقرار في المنطقة كما يدعو ذلك المنتظم الدولي.
وهذا ما أكده المحلل السياسي إدريس لكريني في تصريح صحفي أنه في البداية “يجب التمييز بين نقطتين، أولا العلاقات الثنائية بين المغرب مع الدول الأوروبية، وهي علاقة مثينة تجسدها علاقات التعاون في عدة مجالات سواء في المجال الاقتصادي، السياسي أو الاستراتيجي والأمني، ثم علاقة المغرب مع الاتحاد الأوروبي كإطار إقليمي يحاول أن يبلور سياسة خاصة به تتمثل في عدم التعاطي بموضوعية مع مجريات قضية الصحراء
وأضاف الكريني أن التوجه الأخير للاتحاد الأوروبي يجعل منه في موقف المتناقض مع نفسه ومع السياسة الأوروبية بصفة عامة “ذلك أنه في البداية يعترف بمنجزات المغرب والمبادرات التي قدمها في كافة المستويات سواء الإقتصادية، السياسة أو التنموية، جاعلة منه في وضعية الشريك المتقدم للاتحاد بالمنطقة، في حين أن موقفه الأخير فيه تنكر لهذه المنجزات وفيه اصطفاف إلى جانب مواقف الخصوم”.
وفي نفس السياق، أكد الكريني أن توجه الاتحاد الأوروبي هو ” إساءة للعلاقات المثينة التي تجمعه مع المغرب، ويظهر فيه مهتما بقضايا الصحراء أكثر من الصحراويين أنفسهم، بالتالي فقرار المغرب هو قرارموضوعي وكان لا بد أن يعلن عنه في جميع الأحوال”.