
مجلة اسبانية : ثقة المغاربة في مستقبل بلادهم تعززت
في مقال خاص حول المغرب ،نشرته مجلة ‘‘أوكي دياريو‘‘ الإسبانية الالكترونية ، يخلص كاتب المقال الى القول : “في أجواء عالمية يخيم عليها اللايقين بفعل الأزمتين الصحية والاقتصادية الناجمتين عن جائحة كوفيد 19، يؤمن المغاربة بمستقبل بلدهم وإمكانيته وقدرته على النهوض مجددا. المسألة أشبه ما يكون ب”مواطنة استثنائية” وهو أمر لا يحصل عند كثير من الجنسيات الأخرى”.
عززت مجلة ‘‘أوكي دياريو‘‘ خلاصاتها على اخر استطلاعات الرأي ،اذ جاء في التصدير : 4 مغاربة من أصل خمسة يتطلعون لمستقبل بلادهم بتفاؤل كبير.
وتتساءل الجريدة الالكترونية ،ما السبب وراء هذا التفاؤل ؟ قبل أن تعثر على الجواب في لسان سفيرة المملكة في اسبانيا، كريمة بنيعيش، والتي لخصت هذه الثقة في التزام الملك محمد السادس بتغيير وجه البلاد على مستويات عديدة. تقول : “شخصيا أجد نفسي في حالة استغراب عندما أعاين ما تحقق على الأرض من تقدم في كل مرة أزور فيها المغرب. بالنسبة للسفيرة “مفتاح التغيير يكمن في حكامة الرؤى الملكية في التنمية، فالمغرب الذي يبعد عن أوروبا ب14 كيلومتر والبلد العربي والمسلم منفتح على العالم وأوروبا، وعلى الرغم من كون الطبيعة لم يكن كريمة معه لا من خلال البترول أو الغاز، لكنه استطاع أن يضع رجليه على طريق التنمية والتعدد، ويوجد اليوم على مرمى حجر من تحقيق تحولات كبرى، توجد معالمها كوقائع للجميع”.
وتشير المجلة ،الى أن من أهم مداخل التفاؤل بمستقبل المغرب كما يراه مواطنوه، المسألة الأمنية التي هي قضية دولة أولا وقبل كل شيء، وفي هذا الإطار تقول السفيرة بنيعيش: ” أصبح المغرب معروفا في العالم أجمع كبلد مستقر ينعم مواطنوه بالأمان فوق كامل ترابه. المغرب شريك أساسي في الحرب على الإرهاب، ويحظى بثقة دولية في مجال مكافحة الظاهرة الجهادية، وأيضا في محاربة الهجرة السرية والجريمة المنظمة، والعاهل المغربي ومن موقعه كأمير للمؤمنين، فقد كان سباقا لإحداث مؤسسة تعنى بتكوين الأئمة وفق مبادئ الإسلام المنفتح والمتسامح”.
الأداء الأمني المتميز للمملكة” يتجسد في الأداء المهني العالي لهذا الجهاز، وبالنسبة للكثيرين فهو بالفعل ‘‘العين التي لا تنام‘‘ كما وصفته وسائل إعلام دولية في أكثر من مناسبة والمتعاون الذكي الذي اعترفت له أوروبا بالمجهود الوفير في الحرب على الإرهاب، فيما دول أوروبية عديدة كإسبانيا التي وشحته حكومتها مؤخرا بوسام الاستحقاق، نال العديد من تقديرات التميز والتفوق” بالنسبة للمجلة.
كما ان” استراتيجية شرطة القرب ، صالحت المغاربة مع هذا الجهاز، وجعلتهم يعتبرون المرفق والإطار الأمني جزء لا يتجزأ من منظومتهم المعيشية اليومية”.
وفي حديثها عن التحولات الكبرى في المغرب ، تضيف السفيرة، انها تتمثل في ” تطور البنى التحتية والطرق التي توحد البلاد وتضعها على طريق التنمية الشاملة. فالمغرب يتوفر على 1800 كيلومتر من الطرق السيارة تربط الحواضر الكبرى وتدخل ضمن مشروع شامل لربط كافة التراب المغربي ببعضه. كما يتوفر المغرب على القطار فائق السرعة الذي صار يربط طنجة بالبيضاء في ساعتين و10 دقائق. ينضاف إلى كل هذا، رؤية 2030 الطاقية التي ستجعل المغرب يتوفر على أكبر محطة لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم، في أفق أن يتسجيب المغرب ل 52 بالمائة من حاجياته الطاقية بحلول نفس السنة اعتمادا على المصادر الطبيعية والنظيفة. على أن يظل ميناء طنجة المتوسط واحدا من أهم المشاريع الكبرى التي تترجم الانطلاقة الاقتصادية المهمة للمملكة المغربية”.
من جهته يؤكد ارسينيو هيدالغو رجل أعمال إسباني الحائز على جائزة مدير السنة في قطاع السيارات العام الماضي، لمجلة ‘‘أوكي دياريو‘‘ في شهاداته على أهمية رؤى التنمية التي يعرفها المغرب، كعارف كبير بالمملكة التي راهن على إمكانياتها من خلال إقامة شركته “أي بي بي ناتور” المتخصصة في صناعة السيارات بالمغرب التي توفر 400 منصب شغل جلهم مغاربة. يقول هيدالغو “نتعامل مع سلاسل إنتاج كبرى في المكسيك والبرازيل والصين والولايات المتحدة وهذا لا يجب أن يعطينا فكرة سهلة حول الإنتاج في المغرب. في هذا البلد الذي يجب أن تعرفه جيدا وأن تحوز ثقة الناس فيه قبل أن تفكر بإمكانية تحقيق المكاسب بسهولة”.
وحول اختياره الاستقرار في المغرب عوض دول أخرى بها يد عاملة أرخص، قال هيدالغو “لقد تلقينا عروضا كثيرة من دول مجاورة وأخرى بعيدة، ولكن بعد الكثير من التدقيق والبحث وجدنا أن الإمكانيات التي يوفرها المغرب أهم وأكثر عقلانية من الاقترحات الأخرى كالتوقيت الزمني والقرب الجغرافي وغيرها “.