
مجلة فرنسية: هل تحولت مالي إلى “أفغانستان” فرنسا؟
في مقال تحت عنوان: “هل مالي هي أفغانستان فرنسا؟” أشارت مجلة “نوفل-أوبس” الفرنسية، إلى أن فرنسا تدخلت عام 2013 عسكريا في مالي، التي اهتزت بسبب الانقلاب.
ويسيطر الجهاديون على جزء من أراضي هذا البلد الذي يقوضه الفساد. واليوم، وبعد مرور سبع سنوات على التدخل العسكري الفرنسي، ها هم الانقلابيون يطيحون بالرئيس إبراهيم أبو بكر كيتا، فيما لا يزال الإرهابيون نشيطين، كما يبقى الفساد سائدا.
وقالت المجلة إنه بعد سبع سنوات من التدخل الفرنسي بطلب من النظام المالي، والذي جنّب سقوط العاصمة باماكو في أيدي الجهاديين، أصبح الرئيس المعزول حديثا رمزاً لفشل فرنسا في مالي بعد أن كان من المقرر أن يكون رمزا للنصر الفرنسي في هذا البلد. فقد أظهر كيتا أنه غير قادر على وضع بلاده على قدميها من جديد.
وأوضحت المجلة: “صحيح أن الجنود الفرنسيين يسجلون نجاحات في معركتهم ضد الإرهاب في مالي، حيث راكموا نجاحات، بما في ذلك تحييد الجزائري عبد المالك دروكدال، زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. لكن، رغم ذلك لم تتمكن الدولة المالية حتى الآن من استعادة السيطرة على شمال البلاد، حيث لا يزال الجهاديون ينشطون هناك ويهاجمون الآن وسط البلاد والدول المجاورة، مثل بوركينا فاسو والنيجر التي اغتيل فيها مؤخراً ستة من عمال الإغاثة الفرنسيين ورفاقهم”.
في هذه البلدان الثلاثة، أودى الإرهاب بحياة 4000 شخص في عام 2019، أي خمسة أضعاف ما كان عليه عام 2016. المركز الآن في قبضة صراعات دموية، تشير “نوفل-أوبس”.
وقد فشلت عملية إعادة بناء الجيش المالي الذي كان من المقرر أن يتولى المسؤولية بدل خمسة آلاف جندي فرنسي من قوة “برخان” التي خلفت عملية سرفال، وقوات حفظ السلام الأمنية البالغ عددها 13 جنديا من مينوسما، وهي عملية الأمم المتحدة المنتشرة في مالي، وذلك على الرغم من التدريب الذي قدمته بعثة الاتحاد الأوروبي (EUTM) لحوالي 14 ألف جندي مالي.
فمليارات المساعدات التنموية (1.25 مليار يورو في عام 2018 وحده) التي تم اختلاس معظمها أو إساءة استخدامها، لم تساعد في إخراج البلاد من حالة التخلف الغارقة فيها، إذ ما تزال السلطة في العاصمة باماكو هشة وفاسدة أكثر من أي وقت مضى، وقد أسقطها انقلاب جديد.
اليوم، تقع فرنسا في حلقة مفرغة تذكرنا بالفخ الذي سقطت فيه ذات يوم الولايات المتحدة في أفغانستان، كما تنقل المجلة عن الدبلوماسي الفرنسي السابق لوران بيجوت: “إنه نفس السيناريو كما في أفغانستان.. نجد أنفسنا يُنظر إلينا على أننا داعمون عسكريون لنظام فاسد.. هذا يغذي المشاعر المعادية للفرنسيين ويعطي الحجج لأعدائنا للتجنيد من بين السكان. ونتيجة لذلك، يزداد انعدام الأمن”.
واعتبرت المجلة أن باريس مذنبة لعدم رغبتها في رؤية أن صعود الجهاد في مالي كان قبل كل شيء أحد أعراض الدولة الفاشلة.