
مسؤولين مغاربة يحذرون من نشاط إيران في افريقيا
أعادت العديد من الصحف العربية ، نشر مقال لنائب رئيس “مجلس السياسة الخارجية الأمريكية”، إيلان بيرمان، بمجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية بعنوان “”رسالة المغرب” ويتحدث فيه عن لقاء جمعه بمسؤولية مغاربة في الرباط، احذروا خلاله من توسعات إيران في أفريقيا وفي شمال افريقيا.
وقال إيلان بيرمان، إنه سمع تحذير من التوسع الإيراني في شمال افريقيا، عندما كان في الرباط خلال زيارة له الشهر الحالي بناء على دعوة من وزارة الخارجية المغربية، مشيرا الى تكثيف النظام الإيراني لنشاطه في مسرح إستراتيجي مهم هو شمال أفريقيا.
ونقل الكاتب الأمريكي، عن مسؤولين مغاربة قولهم إن “النظام الإيرانيّ يبني وجودا إقليميا مستداما بإنشاء مراكز ثقافية واتصالات غير رسمية في جميع أنحاء القارة، مستفيدا من الجاليات اللبنانية المهمة والمتعاطفة الموجودة في مختلف الدول الأفريقية.
وأضاف أن هناك أيضا أدلة موثوق بها على أن إيران تعمل مع مجموعات إقليمية “متطرفة:، مشيرا على سبيل المثال، إلى حزب الله اللبناني، ودعم طهران لجبهة البوليساريو، والتي وصفها الكاتب بـ”اليسارية” منذ عام 2017 على الأقل.
واعتبر الكاتب أن النظام الإيراني يبني وجودا إقليميا مستداما بإنشاء مراكز ثقافية واتصالات غير رسمية في جميع أنحاء القارة الأفريقية، مستفيدا من الجالية اللبنانية المهمة والمتعاطفة معه والمرتبطة بحزب الله والموجود في مختلف الدول الأفريقية.
ونقل الكاتب عن خبراء أمنيين إن وفود البوليساريو سافرت أيضا إلى لبنان للتدريب، وبالمثل هناك لإيران الآن وجود كبير في موريتانيا المجاورة وتونس المجاورة، ويعتقد أنها تنشط في كلا البلدين في القيام بعمليات التجنيد.
ويقول بيرمان إن هذا النمط من النشاط مألوف جدا، وإنه يعكس عن كثب جهود إيران السابقة منذ ما يقارب 15 عاما لاختراق أميركا اللاتينية، وخلق “ساحة دعم” في نصف الكرة الغربي لمساعدتها على تجنب العقوبات الدولية، وتعزيز العلاقات مع الأنظمة المتعاطفة المعادية لأميركا، وإقامة قدرة تشغيلية كاملة يمكن حشدها في مواجهة الولايات المتحدة.
وأما عن دوافع النشاط الإيراني الجديد، يقول الكاتب إن المسؤولين المغاربة يشيرون إلى عدد من العوامل؛ الأول الانتهازية الإستراتيجية، إذ تنمو القارة الأفريقية في الأهمية الاقتصادية والسياسية والعالمية واستغلال التمدد الشيعي فيها برعايتها. والثاني هو جهود النظام لتخفيف وطأة سياسة “الضغط القصوى” لإدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، التي نجحت إلى حد كبير في التأثير في الاقتصاد الإيراني على مدى العامين الماضيين.
وثالثا، وربما الأكثر إثارة للقلق في السياق المحلي، حسب الكاتب هو أن إيران كانت مهتمة بشكل أكبر بأفريقيا منذ مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني في يناير 2020، وذلك ما زاد المخاوف بين المسؤولين المحليين من أن طهران قد تنتقم في النهاية باستهداف المصالح الأمريكية أو حلفاء في القارة.