
من هي بنيعيش : المغرب خصص طائرة خاصة لنقلها من مدريد
على الأنصاري
نقل مصدر اعلامي مغربي عن مسؤول بوزارة الخارجية المغربية ، أن المملكة المغربية ، خصصت طائرة خاصة لاعادة سفيرته كريمة بنيعيش من اسبانيا على وجه السرعة الى بلادها، بعد استدعاءها للتشاور، كإشارة من المغرب لعدم قبول تصرف طريقة استدعاءها “ الغير لائق” من لدن الخارجية الإسبانية كما صرح بذلك وزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة.
وكانت الخارجية الإسبانية قد استدعت، يوم الثلاثاء الماضي، بنيعيش على خلفية أزمة الهجرة سباحة الى سبتة المحتلة، وأمهلتها “نصف ساعة”، للحضور وتقديم تفسيرات ، إجراء اعتبرته المملكة المغربية، على لسان وزير خارجيتها ،ناصر بوريطة ، “غير مسبوق، وغير مألوف” و” الغير لائق” .
لهذا قرر المغرب في اليوم ذاته، إعادة سفيرته بطريقة غير معتادة في مثل هذه الحالات ، اذ عادة ما يتم استخدام الوسائل الاعتيادية في جلب السفراء، الذين يتقرر استدعاؤهم للتشاور، ويستغرق وصولهم فترة أطول عادة، لكن هذه المرة تم تخصيص طائرة خاصة لاستقدام السفيرة.
* بنيعيش ديبلوماسية”القبة الحديدية”
وصفها مقال صحفي “بالقبة الحديدية” للمغرب بإسبانيا والبعض بالمرأة الحديدية، والديبلوماسية المحنكة، بسبب تصريحاتها لتوضيح وجهات نظر المغرب والدفاع عن مصالحه واسلوبها في تطوير تدبير الأزمات المتتالية بين البلدين منذ توليها منصبها العام 2018 خلفا لأخيها فاضل بنيعيش.
تميزت تصريحات سفيرة المملكة في مدريد بقوة وعمق خلال الأزمة،حيث لم تركن الى لغة ديبلوماسية ،كما هو الحال في الحالات العادية اذ صرحت لوسائل اعلام اسبانية، أنه إذا ما اختارت اسبانيا اللجوء الى اخراج المدعو ابراهيم غالي من اسبانيا بنفس الطريقة التي تم إدخاله إليها، فإن ذلك “سيزيد الأزمة الدبلوماسية بين البلدين تفاقما”.
وأضأفت بنيعيش، أن سبب الأزمة بين البلدين يعود اساسا لاستقبال ابراهيم غالي على التراب الاسباني بشكل سري وبهوية منتحلة، وأن هذا الوضع يشكل إختبارا لاستقلالية القضاء الاسباني “الذي يحظى بثقتنا”، حسب قولها.
وتأسفت لكون سلطات المملكة إسبانية ،اختارت للأسف التعتيم من أجل العمل من وراء ظهر المغرب من خلال استقبال من وصفته” بالمجرم والجلاد” وحمايته لدواع إنسانية ، وبالتالي الإساءة إلى كرامة الشعب المغربي.
وأكدت السفيرة أن المغرب، لا يبحث عن أي مجاملة أو محاباة، بل يطالب فقط باحترام روح الشراكة الاستراتيجية التي تجمعه مع اسبانيا وبتطبيق القانون الاسباني.
قبل هذا التصريح ، في بداية الأزمة ، نبهت سفيرة المغرب خلال لقاء لها بوكالة ” اوروبا بريس” ، اسبانيا قائلة :” أن في العلاقات بين الدول هناك أفعال تترتب عليها عواقب ولا بد من توقعها، في إشارة منها إلى قرار إسبانيا تقديم الرعاية الطبية لزعيم جبهة البوليساريو ابراهيم غالي”، وأن العلاقات بين دول الجوار والأصدقاء يجب أن تقوم على أساس “الثقة المتبادلة التي يجب العمل عليها ورعايتها” ،معتبرة أن هناك “مواقف لا يمكن قبولها” .
* من هي كريمة بنيعيش
السفير كريمة بنيعيش، ليست غريبة عن الثقافة والأجواء في اسبانيا، فقبل حلولها بالمملكة كانت سفيرة للمغرب، بالبرتغال ، وخلفت اخ لها ، فاضل بنيعيش مستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس حاليا، كسفيرة للمغرب بإسبانيا، ولدت في 2 أبريل سنة 1961 بتطوان شمال المغرب، لأب مغربي، الدكتور محمد بنيعيش، الطبيب الخاص للملك الراحل الحسن الثاني، رحمهما الله، ومن أم اسبانيا ،هي كارمن ميلان من غرناطة.
السفيرة بنيعيش حاصلة على دكتوراه شرفية من جامعة نوفا بلشبونة (2013)، وعلى الباكلوريا – علوم اقتصادية بالرباط سنة 1981، وعلى الإجازة في العلوم الاقتصادية من جامعة مونريال سنة 1986، وعلى شهادة “ميتريز” في العلوم الاقتصادية من جامعة مونريال سنة 1988.
وقد تقلدت السيدة بنيعيش العديد من المهام من بينها مديرة للتعاون الثقافي والعلمي بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي.
وتشغل السيدة بنيعيش، منذ سنة 2013، منصب نائبة رئيس اللجنة التنفيذية لمركز شمال-جنوب التابع لمجلس أوروبا.
وعينها الملك محمد السادس، في 7 نونبر 2008، سفيرة للمغرب بالبرتغال.
والسيدة كريمة بنيعيش رئيسة وعضو بالعديد من الجمعيات التي تعنى بالطفولة والمرأة والثقافة.
وتم توشيح السيدة بنيعيش بالعديد من الأوسمة من بينها قائد الاستحقاق المدني في إسبانيا (سنة 2000)، ووسام الاستحقاق الوطني في فرنسا (سنة 2007).