
هل تنجح وساطة فرنسا في حل خلافات المغرب وأسبانيا؟
بلاغ لخارجية الفرنسية أكد خبر الاتصال، مشيرا الى أن “باريس تتابع بإهتمام تطورات العلاقات بين مدريد و الرباط، ومهتمة بإنهاء الخلافات، وعودة العلاقات بين شريكين رئيسيين لطبيعتها السابقة”.
وأضاف البلاغ ، أن وزير الخارجية الفرنسي ايف لودريان ،إتصل الخميس، بكل من وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، ووزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا لايا، معبرا لهما عن ضرورة طي الخلافات الثنائية بين شريكين هامين لفرنسا.
في ذات الاطار، لوحظ أن تصريحات اعضاء الحكومة الاسبانية، تسير في اتجاه حل الأزمة مع المغرب ،اذ أعرب وزير السياسة الإقليمية والوظيفة العمومية بإسبانيا، ميكيل إيسيتا، عن رغبته في أن تتمكن بلاده والمغرب “عاجلاً وليس آجلاً”، من التغلب على الأزمة التي نشأت بينهما والعودة إلى “علاقات حسن الجوار والتعاون، التي ينبغي أن تميز علاقتنا مع جيراننا”.
وأشار الى سبب الأزمة، استقبال ابراهيم غالي ،قائلا: “إذا كان المغرب قد اعتبر أن هذا الإجراء من قبل السلطة التنفيذية، كان له نتائج عكسية أو يتعارض مع مصالحها” فإن الأمر قد انتهى بالفعل، ويمكن إنشاء “علاقات أفضل مع المملكة المغربية”.
من جهتها، دعت وزيرة المالية والناطق الرسمي باسم الحكومة الإسبانية ، ماريا خيسوس مونتيرو ، أمس الخميس ، الى التوصل إلى تفاهم مع المغرب لعودة العلاقات إلى طبيعتها بعد توتر غير مسبوق.
وقالت وفي ندوة صحافية ، أن 12.600 عاملا مغربيا في إقليم ويلفا ينتظرون العودة إلى وطنهم ،مؤكدة أن القنوات الدبلوماسية بين البلدين ستعيد توجيه العلاقات و العودة بها إلى وضعها الطبيعي.
لكنها استدركت ، معتبرة انه لا يمكن لأي بلد أن يشترط على إسبانيا توجهات سياساتها الخارجية ، مؤكدة أن الحكومة الإسبانية تدعو إلى العودة إلى العلاقات الطبيعية في أقرب وقت ممكن.
وشددت على أن إسبانيا والمغرب “دولتان بحاجة إلى بعضهما البعض” بسبب جوارهما وبسبب علاقاتهما التجارية القوية ، وأن إسبانيا هي الداعم الرئيسي للمغرب في الاتحاد الأوروبي.
و اعترفت الوزيرة الإسبانية، أن الأزمة مع المغرب “متعددة الأوجه ، مستبعدة أنها اندلعت فقط بسبب وجود الأمين العام لجبهة البوليساريو ، إبراهيم غالي ، في إسبانيا.
من جهة أخرى ، أفادت مصادر إعلامية اسبانية الى أن رئيس الحكومة الاسبانية ،الاشتراكي بيدرو سانشيز ، قد يلجأ الى تعديل في حكومته للاستجابة لمطالب المغرب والمعارضة الاسبانية معا، ويشمل وزارء الاقتصاد والمالية والخارجية.
ويبدو أن رأس وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزاليس لايا، هو المطلوب ، اذ تحظ إدارتها للأزمة الدبلوماسية مع المغرب بإعجاب في مختلف المجالات الحكومية الإسبانية، ولا الجانب المغربي.
وكان الحزب الشعبي الإسباني، أكبر أحزاب المعارضة في البلاد، قد طالب بالاستقالة الفورية لأرانشا غونزاليس لايا، واصفا إدارتها للأزمة “بالكارثية” و”العمى” فيما له شأن باستقبال إبراهيم غالي.