وجه العدالة الآخر.. احتجاج المحامون بالقصر الكبير.

وجهت النقابة الجهوية للمحامين بطنجة يوم الثلاثاء الماضي رجالها من حاملي البدلة السوداء إلى بهو المحكمة الابتدائية بالقصر الكبير قسم قضاء الأسرة، وذلك للتنديد بالقاضي “المميز” الذي يرأس هذا القسم الإجتماعي الوطيد بعلاقته مع الأسر المغربية، ويبدو هذا القسم من خلال تجلياته شبيها بأسرة كبيرة تعكس ما يعيشه المكون الأساسي للعوائل المغربية وهم الأزواج والأبناء، وتعد تلك هي الحالة الفريدة الوحيدة التي يجب أن يفعل فيها القاضي عقله وقبله وإنسانيته قبل القانون، دوناً عن باقي القضايا التي تعرفها المحاكم من خلال قضايا أخرى كالعقار والخلافات التجارية وغيرها من محتوات الملفات المختلفة.
والذي لا يعرف حيثيات هذه القضية يعتقد بأن المحامي وهو يحتج إنما يفعل ذلك بواعز الدفاع عن المتقاضي وحقوقه، بينما بالنسبة للمتتبع لهذه الواقعة هو نوع من الضغط على المسؤول القضائي للاستفراد بهذا المتقاضي، واعتبار ما يقوم به القاضي من مباشرة المواطنين وتيسير أمورهم بفتح الباب أمام عمومهم، إنما يفعل ذلك اعتقادا منهم لصدهم عنهم.
ولأن المحامي هو جزء من منظومة القضاء، كان يجب عليهم سلوك باب الحوار بدل المواجهة، وذلك لما فيه من تحقيق العدالة المتوخات.. خصوصا وهؤلاء المحامين سبق لهم الإشادة بهذا المسؤول القضائي.. لأنه بات فعلا يشكل ظاهرة للقاضي الاجتماعي الذي يحسن الإصغاء ولا يغادر مكتبه إلا للجلسات أو لاستقبال المواطنين حتى في بهو المحكمة.. وصدق من سماه وكأنه خلق لهذا المنصب، منصب قاضي الأسرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى